قصيدة و مناسبة |
قلت هذه القصيدة عندما نشرت صورة لم يعرف المعلقون عليها ظروف
التقاطها لجهلهم . و لا أكشف سرا عندما أقول إنني كنت أدعى من
قبل الجمعيات في منزل جميل للمحاضرة كما كنت أدير
صالون قرأت
لك التابع للجنة الثقافية المحلية بها.و كان لي شخصيا نشاط
ثقافي مستقل بعيد عن الحقل السياسي إذ لم أكن أسعى إليه
بإرادتي و لا أزال عازفا عنه عزوفا شديدا لأنني أؤمن بأن
المثقف يجب أن يستقل برأيه حتى لا يصبح عبدا للحزب السياسي أو
المجموعة التي ينتمي إليها كما كنت و لا أزال أرى أنّ المثقّف صاحب رسالة
تتجاوز الأحزاب و الظروف المكانية و الزمانية المكبلة و
المثبطة للعزائم و لهذا صرت مزعجا لأنني صريح أواجه الآخرين
بكلام عقلاني رؤيوي واضح دقيق يرغب في تغيير الموجود بما هو
متاح دون هروب أو عداء و كانت فلسفة صالون قرأت لك التسامح و
الاختلاف و عدم الجمود في مكان واحد إذ لم يكن لنا مقر و كنا
نريد غزو كل الفضاءات دون استثناء في منزل جميل برؤية جديدة
مختلفة مزعجة لمن يريد الجمود و تأبيد الموجود و كنت و لا أزال
أشجع كل المواهب الفنية أطفالا و شبابا و شيوخا و الكل يعرف
ذلك .
أعود للصورة فأقول إنها ترتبط بحدث مهم في المجال
الثقافي لمنزل جميل لأنني دعيت لإلقاء محاضرة بمناسبة صدور
ديوان أخي و صديقي نجيب بن علي الذي شرّف منزل جميل بإبداعه
الشعري و هو الشاعر الوليد الذي لا يزال يكتب و ينشر إلى الآن
فكيف لا أشجعه و كيف لا أقدم ديوانه الأول و هو الشاعر الوحيد
المبشر بميلاد مبدع .و صادف أن كان ذلك في مقر الجامعة
الدستورية لأن بقية الفضاءات في ذلك اليوم كانت محجوزة أو غير
راغبة في احتضان النشاط. و بما أن فلسفة صالون قرأت لك تقول لا
أهمية للفضاء إذ المهم المحتوى الثقافي فقد ثم النشاط في
المكان المذكور و لا ضير في ذلك بل هو عمل شجاع.
لي محاضرات عديدة بعضها موجود في موقعي و البعض الآخر
أوراق تنتظر النشر أو مشاريع كتب قد أنشرها عندما تتوفر
الظروف المناسبة لذلك.
المهم عندي أنني إلى الآن كلما دعيت إلى نشاط ثقافي أو
علمي أستجبت للدعوة و لكن لي عيبا وحيدا هو أنني مزعج بأفكاري
الخاصة التي أنعم الله بها عليّ و خصني بها دون غيري من الناس.
و لهذا صرت شخصا غير مرغوب فيه لأن نقدي يذهب إلى الصميم دون
مواربة أو نفاق.و إني على ذلك لدؤوب.المهم لا تظلموا رجلا يحب
الخير لبلده و من يحيطون به و إن كان غير ذلك فحسبي الله و نعم
النصير.و لا حول و لا قوة إلا بالله.هو وحده القادر على كشف
المنافقين الذين يبنون مجدا مزيفا و لا مكانة لهم في النضال و
الصدح بالحق في إبانه يوم كان فعل ذلك أمرا خطيرا لا يستطيعه
الملبسون.
قصيدة ضحك
الأزمان
و من ضحك الأزمان أنّي بداركم غدوت وحيد الدهر من دون مـا
أدري
غدوت و لا أدري فريدا بصورة فيا ضحك الأقدار منكم و من
قــدري
بمنزل جميل غاب كل مؤرســــد و صرت و يا للهول باش أولي
الأمر
أمن أجل حفل يحتفي بشويعــــــر غدوت و يا للهول باش أولي
الأمـــر
و ما زال رب الشعر عندكمُ يسعى أسيرا باولمب كسيرا فلا يســـــــــري
أ آلمكم أن المشاعر عندنــــــــــــــا تروح بأولمب و تغدو به
تجـــــــري؟
بجامعة دب الخراب بدارهـــــــــا دعاني و خلاني نصيب من الجمـــــر
أ آلمكم أني و فرسان دولتــــــــــي غزوت حصونا ما تلين مدى الدّهــــر؟
أ آلمكم أني و خلان دولتــــــــــــي فتحنا بحق دولة الشرّ و العهـــــــــــر؟
بفن بصالون و علـــــــــــم و آداب و دين غزوناهم فأعطيتهم عطــــــري
و آلمني أني رُميت بجاهــــــــــــل عدوّ لآداب و فنّ مدى العمــــــــــــــــــر
شبيه به من قد حللت بدارهــــــــم بليل و ما يدرون شيئا من الأمـــــــــــر
لأنفخ في زق الرماد و أرتجــــــي حياة لعل الروح نارا به تســـــــــــــري
|
منزل جميل في
25 سبتمبر2012
Partager
|
|
|