لا تبك غزّة يا أخي
|
أنباء غزّة أغرقتنا بالدّماء و بالدّموع و
بالنّواح
بالموت يملأ أعين الأطفال رعبا مستباح.
أشلاؤهم, تنأى, تئنّ و قد تفحّم جلدها تحت السّقوف و في
البِطاح.
و العالم المتحضّر الملآن من شبع يقهقه في انشراح.
و أنا ...و أنت ...نعدّ أشلاء الضّحايا وسْط دمدمة السّلاح؛
و نمضِّغ الأحداث ,نُسهل بلعها,بالدّمع و الآهات تسري في
الجراح.
و ننوح غزّة حين نلمح آلة التّصوير تسفح دمعها؛ و نقول :"آحْ
قد شلّ ...قد بترت يداه ...فلا غدوّ ...و لا رواح.
ذُبح الوليد من الوريد إلى الوريد كما الأضاح"
***
ها قد كتبت... و بحّ صوتك بالصّراخ؛
و لا مجيب لصوتك العالي سوى أزّ اجتياح.
ها قد بكيْت و ضاع دمعك بين أدراج الرياح.
ها قد صرخت و ما وصلت إلى اقتراح.
طرِبا ...تئنّ و قد أهانتك القيود فلا تريح و لا تُراح.
قد صرت شأنُك شأنَ مَنْ هو في المواثيق استراحْ.
لا المال مالك لا و لا هذا السُّلاحْ
***
لا تبك غزّة يا أخي.
بل فابك نفسك
.إنّ ذا عهد
النّواح.
لا تبك غزّة يا أخي
بل فابك نفسك كلّما لاح
الصّباح
لا تبك غزّة
.يا أخي.
بل فابك نفسك.
إنّها مأسورة وسط الظلام ؛
و لا طماح.
قم وابك نفسك .يا أخي .
لا تبك أبطال الكفاح.
هم في طريق النّصر,
يمشون الهوينى بانشراح.
أبطال غزّة في طريق النصر؛
لا يخشون غير خيانة الصمت المريب على المذابح و الجراح.
قم لا تشاركهم أذى سلْخ الرضيع و ردْمه حيًّا ينادي يستغيث به
الكساح.
حيا ينادي يستغيث؛ و لا مغيث؛ أنينه في الكون لاح؛
قد بات يلمع مثل بزّتك الأنيقة و الوشاح!
***
هل كلّ فكرك أكلة أو جسّ غانية سفاح؟.
هل غار نبعك ؛يا أخي ؛أو أنت بين الطّير مكسور الجناح؟
هل خار عزمك؛ يا أخي؛ أو أنت ميْت النبت تذروه الرياح؟
هل صار دمعك ؛يا أخي ماء؛ لتشرب منه آهات قراح؟
هل طار رشدك ؛يا أخي ؟
***
بل أنت بين الوحش ذاك اللّيث لاح؟
***
قم يا رضيع لفك أسر العالم الراقي المكبل في انبطاح!
قف ؛يا أخي؛ لا تخش نور الشمس قد عمّ البطاح...
لا تخش غير خيانة الصمت المريب على المذابح و الجراح!!
قم ؛يا أخي؛ قم؛ و لنطاول قمّة الفردوس فوزا بالفلاح؛
قم ؛حي ؛حيّ على النضال ,على الجهاد, على الكفاح.
قم ؛ يا أخي؛ لا تنظرنّ إلى السلاح؛ فظفرك اليوم انبرى فوق
السّلاح.
قم .ثق بنفسك .و لتقاتل .إنّما النّصر الوثوق بقطف باقات
الأقاح.
قم. ثق بنفسك .إنّما النّصر الوثوق من النّجاح.
قم. ثق بنفسك.لا تقل لا أستطيع فما الصّلاح سوى نهوضك باكرا
نحو السّلاح.
قم.و ابن حنجرة بها تشدو و تنشد نصرك الآتي إذا ما الليل زاح.
قم.بانتظارك جنّة وعد الإله بها الّذي عشِق السّلاح.
|
منزل جميل في جانفي
2009
نشرت بجريدة العرب الدولية عـ8126ـدد بتاريخ الخميس 22
جانفي 2009
Partager
|
|
|