دع العين تبكي
دموعا و دم
ففي العين دمع و في العين دمْ
دع الدّمع يجري
فذا الدّمع طهر لهذي السّماء
به تستحم
دع الدّم يزحف في ثورة و انتشاء
فإنّ الفناء
سلاح السّقُم
ستفني و تجرف ميت الأنام
و من خان وطنا أبيّا أشم
سيبدون رغم الظلام عراة
يلفّهمُ ربّهم و العلم
و يبدون رغم الكلام حفاة
و لكن أباة برغم الألم
×××
سألت عن البور من أرضنا:" ما لها؟
لماذا تموت و لم تنتقم؟؟"
فقيل:" الجدود أماتوا و ما أقبروا ما أماتوا"
و قيل:"كل الأجنبيّ و لا تنبشمْ"
و قيل:"تبرّع بيوم
بأسبوع شغل
بشهر
بعام
و نمْ لا تقُمْ"
فصحت بصمت:"عرفت الضّحايا"
و لكن جهلت القبور
و كنت غريبا بلا غاية أو إرادهْ
فصحت صرخت
- دليل الطّهارة دمّ العذارى
و دمّ العيون فناء القممْ"
×××
أيا نصف وطني
أبورا مواتا
أخبزا مزجت بدمْ
و يا نبع ماء لصوتي الجريح
أيا تونسي يا حبيبه
أيا تونسي كاد فيك المقام يملّ
لَحبّك دوما
برغم اللهاث وراء السّراب
عليق بقلبي
و فيه ارتسمْ
محمد الهادي الكعبوري.
منزل جميل في فيفري_1984
Partager
|