أصوات
ابنوا الجدار
أعلوا
الجدار
لا تتركوا من منفذ للشمس
في هذا المدار
لا تتركوا في الحائط العالي ثقوبا
كي نرى منها المنار
أو غابة الزيتون يغشاها الدّمار
أو منزل الأحباب و الأجوار
أو صوت
أطفال
صغار
أو صورة الحبيبة المنتظره
تقول:
ما هذي المتاريس
و ما هذي الحواجز الكثيرة المنتشره
إلى متى هذا الحصار
إلى متى أنا هنا
إلى متى أنت هناك
كثمرة محرّمهْ
في غابة محجرهْ
إلى متى
أنت بعيد
و بيننا الأسلاك و الاسمنت و السّيّاف
و الحراس والأشواك والبحر العميق
و آهة الأحزان في هذا المضيق
إلى متى
أنت بعيد قابع
خلف الجدار
و لا سبيل بيننا و لا طريق
إلى متى أنت غريق
***
حبيبتي
لا تحزني
قلت لهم :
نحن سواء
في سجننا المشترك
قلت لهم:
لنفترض
أن البلاد أرضكم
و أننا من خارج الأسوار جئنا مثلكم
يا هؤلاء
هذا غباء
فهذه الأفعى تلف العالم المحزون من حولي
تشق الكون نصفين
و تسعى للفناء
***
يا هؤلاء
لقد غدوتم سجناء
***
فقد تركتم خلفكم متسعا
و شاسعا من الفضاء
و مرتعا لمالكم
و جنّة أرضيّة
بها الهناء
لقد طُرِدْتم حينما
أ لقوْا بكم إلى هنا
إلى مضيق بائس
لم ترتووا فيه سوى بالدّم دمّ الأبرياء
***
يا هؤلاء
لقد خدعتم مثلنا
***
يا هؤلاء
هذا غباء
لا فرق بيننا و بينكم
سوى أنّا هنا
و من هناك أنتم
***
و نحن في الهم سواء
***
يا هؤلاء
لنفترض
أن قد أخذتم باليد اليمنى الأمان
لكنكم أضعتم الحرية الحمراء في وسط الزحام
يا هؤلاء
هذا غباء
***
حبيبتي
أنا هنا لا أرتوي من صمت هذا العالم
شيشهد الزيتون و الليمون والآبار أنا من هنا
و أنّنا بالعرق المكدود روّينا الثرى
***
و بالمحاريث القديمة
***
و الأظافر
***
قد صنعنا مجدنا
***
يا هؤلاء
فلتقلعوا الزيتون بل فلتقتلونا
و احرقوا الزيتون بل فلتحرقونا مرة
و مرة
و مرة
فسوف نبقى ها هنا
و من دموعنا
سنسقي أرضنا
و من دمائنا
و من رمادنا
نعود نستفيق
كما الفينيق عاد
و قام من جديد
***
و رغم ذاك ها أنا أبني الجدار
أقتات من أحزانهم
و خوفهم
و غبنهم
أنا سجين دائما فما الذي تغيرَ
***
أنتم فقط ستسجنون
***
و أنت يا حبيبتي
لا تحزني
فسوف أغدو طائرا
أو سحبا
أو قمرا
أو شمس نور تدفئ الأطفال
في يوم قرير
***
حبيبتي
لا تحزني
فسوف يبلى ذا الجدار
و سوف يسعى الأفعوان
***
حبيبتي
سيمزج الزمان بالزّمان
و يلتقي المكان بالمكان
و تدمج القلوب في القلوب
***
حبيبتي
أنا هنا
و لن أغادر الفضاء
أنا هنا و لي جذور راسخه
مسمّر و ثابت لا أنحني
أمام ريح عابره
***
أعيش دوما حالما
بثمرتي المحرمه
فلتحبسوا كل الحمام و الطيور
أنتم سليلو المحرقه
***
صوت
آخر
فقوموا جميعا
نهدّ الجدار
و هبّوا جميعا
نفكّ الحصار
و نبني الجسور
و نحمي الدّيار
و نكسر عن شمسنا قيد ذلّ الإسار
و من دمنا نزرع الفجر نافورة من حنين
فنغدو سمادا
بنا ينبت المجد في كل حين
منزل جميل في 1 فيفري 2009 |