تردّدت و حلمت بأمّي ـ رحمها الله ـ بعد
طول غياب و عدم زيارة لقبرها و قد شاقتني فقلت :
حنانيْكِ لا تسأليني
لماذا أنا اليوم أسعى حزين؟
و خطوي بطــــــــيء
و حزني مبين؟
كمن ملّ منه المحبّ المعينْ
كآدم حلّت به اللعنة
و باتت تؤرّقه المحنة
فأُهبط من جنّة الخلدِ فردا لعينْ.
فلا القرب قربه
و لا الخلد عنده
و لا الملك تاجا يزين الجبينْ
و حوّاء تاهت و لم يلقها
و ما عاد يسمع من صوتها
سوى رجع ناي بعيد الأنين
و يذكر بسمتها كلّ حين
فيسعى به الشّوق شوق الحنين
يعذّبه التّيه و الوحدة
و يؤرقه البعد و المحنة
يفتّش في كلّ درب حزينْ
و يسعى كسيرا بداء السّنين
فتلمع بسمتها مثل لحن دفينْ
و كالآل تبدو وراء السّنينْ
فيمضي حثيثا
و يعدو لهيثا
يشدّ الفؤاد بأزر الحنين
و لكنّه بعد سعي حثيث يعود كعود السّفين
و يرجع
لا الآل ثغرا
و لا البرق طيفا
و لا الآل آلا
و لا البرق برقا
فيزداد حزنا بمرّ السّنين
و كيف يعيش الأسير إذا لم تقولي:
حبيبي لماذا غدوت بقربي حزين ؟
منزل جميل في 30/09/1999 فجرا.
Partager
|