|
منزل جميل
في الذاكرة
|
المكان الذي يحمل اسم منزل جميل لم ينشر
كتاب خاص في التأريخ له . و مع ذلك فقد بلغ مسمعي أن الشيخ حمودة
الذكواني كتب كتابا لم أستطع الوصول إليه إلى حد يوم الناس
هذا يحمل عنوانا مغريا بالاطلاع هو " الدليل في تاريخ منزل جميل" . و
حتى يقع الكتاب في يدي لا بد من النظر في ما كتب عن منزل
جميل أو وقع الكشف عنه من آثار و بقايا . و لا أخفي على أحد أنني متهيب
من الخوض في هذا المجال فالتاريخ بحر يبدو هادئا لكنه يهدد
بالخطر . و إن كنت لا أحسن السباحة فلا بد من أنني أغامر بالسباحة فيه
و أشجِّع من يود خوضه بفتح الطريق حتى يأتي الشخص الذي يستطيع
السباحة فيه بكيفية أحسن و أكمل . و في انتظار ذلك أقدم ما توصلت إليه
و استخرجته من بطون الوثائق التي وصلت إليها و لا بد من أن
يأتي اليوم الذي تصبح فيه الصورة أوضح و الحقيقة أجلى.
غير أنني مؤخّرا حصلت على وثيقة فريدة من نوعها في التأريخ لمنزل جميل
كنت قد قرأتها أيام مراهقتي و قد قال لي المرحوم حموده التملي :" يوجد
منها نسختان أصليتان لا غير أملك إحداهما و الأخرى عند كاتبها عبد
القادر المعزي . و ما أراه في خصوصها أنها خلاصة عمل جماعي أنتجته
اللجنة الثقافية في الستينات و دوّنه هو في السّبعينات ( بعد
1972 م) و لكن هذه الوثيقة للأسف ليست ذات منهجية علمية و لا هي دقيقة
غير أن انتحال البعض لها و استغلالها حتى في البحوث الجامعية دفعني إلى
أن أنسخها لأنها تمثل الوثيقة الأقدم إلى حدّ الآن في التأريخ
لمنزل جميل و لن أستغل من الوثيقة إلا ما يهم التاريخ في هذا الملفّ :
تاريخ منزل جميل
عصر البربر
: ص4 لم يعرف
لتاريخ منزل جميل على وجه التّحقيق سوى ما يوجد من آثار تدلّ على ما مر
بها من عصور الأمم العابرة كالدّواميس و المغاور المنتشرة و المتشابكة
في بعضها ، و هذه الدّواميس تدلّ على الإنسان القديم الذي سكن
الكهوف و المغاور و احتمى بها من الحيوانات و البرد و الرّيح الصّرصر
منذ آلاف السّنين. و من حلائم(كذا و لعلها دلائل) البربر اللوبيين
العادات المتأصّلة في نفوس سكّان القرية كإبقاء ظفيرة في مقدّمة الشّعر"شوشة"و
لم تتقوّض هذه العادة إلاّ في السّنوات الأخيرة . و كأكل الحلزون ممّا
يأنفون منه في بعض الجهات الأخرى .و حفر المطامير لادّخار الحبوب
التي ما زالت آثارها إلى اليوم. و التّبرّك بالصفيحة مثل صفيحة الخيل و
وضعها على العربات و الأبواب ،وكتعليق ذيل السّمكة لدفع العين على أبوب
المنزل و تفتيت اللحم و السّمك من طرف ربّة المنزل و الرّمي به في
زوايا المطبخ "خذوا من شهوتكم و فكوا من دعوتكم" .و كإبدال الطّفل سنّا
من أسنانه و رميها نحو عين الشّمس قائلا"خوذوا سنّة الحمار و اعطيني
سنة الغزال" و كذلك لتبرّك ببعض الحيوانات مثل الخطاف و الازدراء ببعض
الحيوانات الأخرى ، و كلباس الكدرون الذي انقرض من سنين قليلة و كرضخ
الزّيتون أي تهريسه بالحجارة الكبيرة لاستخراج الزيت .و التقرب إلى
القوى الطّبيعيّة كاحترامهم للذرويات الكائنة بالمقبرة الآن بدون وجود
قبر حذوها. الدواميس:" ص5 1- داموس بدار محمد العبيد إلى
بير التوته بحومة القدادشه. 2- داموس قبلة "عين بيطار"
بالجبيلة التي أمام العين من الجهة الغربيّة. 3- داموس بين
سيدي عبد الرحمان و سيدي عبد العزيز بشارع الحبيب بورقيبه.
4- داموس تحت الجامع الكبير جامع الخطبة بابه من دار سعود شمال الجامع
و ينتهي إلى تحت المنبر الآن ثمّيرجع إلى جهة البير الكائن
بالجامع. 5- داموس بدار عمر الشيخ عمر يتّصل ببير العفو بدار
المحجوب.
عصر
القرطاجنيين
: ص6 و ممّا يدلّ على
عصور القرطاجنيين العادات التي ما زالت شائعة إلى عصرنا الحاضر كالتّشاؤم
من عدد خمسة . و التّبرّم من ذكره فيقولون:" عد ايدك" .و التبرّك بعدد
55 عند الإعجاب بالشّيء فيقولون(خمس و خميس عليه) و لدفع العين و
لإبعاد حسد العين و بالمناداة في الأفراح " يا خميّس"و وضع صورة
اليد على الأبواب و جعلها في العقد و في العنق(خمسة). و كالتّفاؤل
بالسّمك و تفسيره في المنام بالرّزق و التّفاؤل بالماء . و
كجعل الصّبيان لـ"أمّك طنقو" طلبا للغيث بصبّ الماء عليها و نماذج
الوشم في الوجه و تقليده بمادّة أخرى يصنعها النّساء من العفص[هو
الحرقوص].
عصر الرّومان
: و ليس هناك ما
يدلّ على عصر الرومان سوى غابة الزّياتين و آثار بير
بوجمعة . و كان يتمثّل في حوض كبير بالماء سرق إثر
الحرب و وجد مكسّرا قرب تونس . و وجود بعض أواني من الفخّار
ملآنة برماد الموتى . و انتشار القبور في أحواز البلد و منها جبّانة
النّصارى قرب جبل سيدي عبد السّلام الذي كثيرا ما وجدوا
فيها بعض الأواني و الجماجم عند الحراثة و لكن قد فرّطوا فيها لقلّة
اهتمامهم بالآثار. آثار الرومان:ص7 1- المحجر و
بير القصر و بير الحمّام. و به آثار من الجليز و الحجارة
المنقوشة تحت الأرض قرب عين نجاح. 2- ماجن[ يعني ماجل] تحت
المكينة "بمعمل الآجر". 3- المقابر الأولى بالجهة الشّرقيّة
المعروفة بلوز قراجة قديما و بنهج حسن النوري حديثا. 4-
العثور على مقابر دواميس فيها كثير من الفخّار على شكل قلال بها رماد
الموتى. 5- جبّانة النصارى بجبل سيدي عبد السّلام من الجهة
الشّماليّة بطريق منزل عبد الرّحمان. 6- بئر بهنشير الجدّارة
المسمى ببئر الشّحم له داموس يتصل ببئر سيدي عبد الله و تقدّر المسافة
بنصف كيلومتر تقريبا. 7- يوجد بير بالمرّه عربي منزل جميل
يسمّى ببير العطّاوي يتّصل ببير ابن رمضان و المسافة تقدّر بمائة متر.
8- يوجد داموس بدار عمر الشّيخ عمر يتّصل ببير العفو بدار المحجوب.
9- يوجد بير الزّيتونة بالباطن ينتهي إلى بير كورصو بالحماري و له ثقب
تقدّر ب25 صم يمرّ بها الماء من هنا إلى هناك. 10- يوجد واد
بقنيش نصف مالح و نصفه حلو عذب فالمالح آتي[كذا] من المكان المعروف
بالمزار بمغراوة إلى البحر و من المزار إلى جهة هنشير قنيش كلّه
حلو عذب. 11- كانت مقبرة بحي الوليّ الصّالح سيدي عثمان و
كان [أظنها مكان عوضا عن و كان] الجامع الجبلي الآن و قد عمرت بالمنازل.
12- كانوا يعدّون الحبوب بالقفيز و الويبة و الأرب(كذا) و الربع
و يقيسون الأرض بالرّدّ و المرجع و المطيرة و السّطر و
الفرخة و القامة و يحسبون المال بالنّاصري و الريال
و الفلس. 13- جبّانة النصارى على جبل قرب جبل سيدي عبد
السّلام في طريق منزل عبد الرّحمان و به كثير من نبات الفيجل.[التكرار
واضح و معيب]. 14- المقطع الموجود بالمره يوجد به الطّفل
القهدي الصّالح للغسيل و التّنظيف. 15- آثار بناء أحجار
متناثرة تدلّ على البناء المندثر بالمكان المسمّى بالبليدة غرب
البلد و بجانبها مكان يسمّى بالملعب. ممّا يدلّ على أنّها كانت
بلدا و قيل أنّ هناك جزءا من هذه البلدة داخل البحيرة. العيون
و الآبار: ص8
تدلّ كثرة الآبار و العيون الجارية بأرض
منزل جميل التي يبلغ عددها نحو ثلاثمائة و ستون بئرا على النّهضة
الفلاحيّة التي كانت توجد بها منذ قرون عديدة .
فهذه الآبار المتدفّقة و العيون الجارية تدلّ على مقدار الكمّيّة
الهائلة من المياه في الطّبقات الأرضيّة التي أخذ يقلّ ماؤها شيئا
فشيئا و يرجع ذلك إلى عدّة أسباب منها قلّة الأمطار و كثرة الآبار
الارتوازيّة و كثافة الغابة و تدلّ على ذلك كثرة الآبار الجافّة
الموجودة بالأماكن المرتفعة بغابة الزّياتين بمنزل جميل ،تلك الآبار
التي يدلّ قدمها في الزّمن على أنّها حضرت عند إنشاء غابة الزّياتين
في عصر الرّومان. و من تلك العيون
الجارية التي ما زال بعضها يسيل سيلا ضعيفا أو أوشكت على الجفاف
(عين الصّفراء و عين النجاح و عين فتاكو و عين الغولة و عين الخرايب و
و عين الكبيرة و عين كرموص و عين بيطار و عين شمس ببناقرو و عين بورقو
قرب الرمل). الجفاف: و قد
أخبر حارس الغابة الفرنسي بأنّ أشجار الغابة إذا كبرت ستمتصّ
العيون و الآبار بمنزل جميل و ستصبح منزل جميل في يوم ما غير صالحة
لزراعة البقول الصّيفيّة.
عصر الاسبان
:: ص 9 أول مايو(ماي)
الأعجمي: كان من اختصاصات سكّان منزل جميل
أنّهم يربّون العصيان "العجول"و يعتنون بها اعتناء كبيرا و يهيّؤونها
للمباريات في غرّة ماي فينفّرونها على بعضها حتّى تتشابك.
و كلّ من ينتصر ثوره يتداخله الإعجاب و الكبرياء و كل من يغلب ثوره
يشعر بالذّلّ و العار و يهوي مريضا من شدّة الصّدمة . و كان يوم
المباراة بالبقر يلهيهم عن كلّ شيء حتّى عن الصّلاة فإذا [كان] يوم
المباراة يوم الجمعة فإنّهم يتركوا(كذا) الإمام و مؤذّنيهم وحدهم (كذا)مما
يدعو الإمام و المؤذّنين للبحث عن نصاب المصلّين يوم الجمعة الذي هو
اثني عشر مصلّيا فيذهبون للتّفتيش عن المصلّين و جلب بعضهم بجهد جهيد
لإتمام صلاة الجمعة و لا يتمكّنون من إقامتها إلاّ قرب صلاة
المغرب. و قد كان سكّان بلد منزل جميل
يخرجون في غرّة مايو إلى الحقول لملاقاة الرّبيع و يأتون بكلّ ما
يجدونه من أزهار و بقول و يزيّنون بيوتهم في ذلك اليوم. و لعلّ الخروج
لملاقاة الرّبيع و جمع الأزهار و البقول للزّينة و المباراة بالثّيران
من العادات الأجنبيّة كأخذها(كذا و لعلّها أخذوها)عن الإسبان و يختمون
هذا اليوم بطبخ الكسكسي بالعصبان . و من ذلك جاءت"عصبانة مايو" لأنّها
تشبه طول يومه بشكلها و تشتمل على ما جاد به شهر مايو من بقول و لحم من
ثيرانها المتبارية. آثار الإسبان: ص10
و من علائم الاسبان و عاداتهم التي تلاحظ ببلد منزل جميل طبخ طعام البرّ
المطبوخ "البرغل"مع القديد في أوّل رأس السّنة الهجريّة و توشيغ(كذا و
لعلّها توشيح أي تزيين) أمام المنازل بخطوط من الجصّ الأبيض"الجير" و
جعلهم الرسوم تشبه الصّليب. و لا يمكن التّعرّف
أخذ العرب(سكّان منزل جميل) هذه العادات عن الاسبان سوى أن يكون قد
انضمّ إلى ساكنيها بعض الاسبان أو قدم إليها بعض المهاجرين الذين رسخت
فيهم تلك العادة .ذلك لأنّ الاسبان لمّا دخلوا تونس و احتلّوا جامع الزّيتونة
كان طعامهم في ذلك اليوم برغل مطبوخ مع القديد.و وشّحوا أمام أبوابه
بتلك الزّينةالتي صرنا نزيّن بها نحن أمام منازلنا في اليوم الأوّل من
عامنا الهجريّ.و جعل خطوطا مختلفة الأشكال.
و لا يعتني بهذه الزينة بل و لا يتفكّرها سوى
النّسوة و البنات و قد أخذت في الانقراض شيئا فشيئا.
عصر الهلاليين
: ص11 (افتراضات)
الزّريبة: لمّا قدم الهلاليّون متعتّبين للفاطميين
نزلوا قبلة البلد الأصليّة باب قصر قبلة جامع الخطبة.
قدموا ببقرهم و عنزهم وغنمهم و خيلهم و أحمرتهم و أخبئتهم و أقاموا به
، و أقاموا حضيرة لحيواناتهم قرب رباط الفاطميين الذي جعل بعد
ذلك جامع خطبة بصفة رسميّة. و سمّوا مكان حضيرتهم بالزّريبة
التي بقي هذا الاسم مصاحبا لذلك الحيّ إلى يومنا الحاضر.
و يفهم من الأغنية التي يتغنّى بها الصّبيان أنّ لهم مشكلا كبيرا
لسقي حيواناتهم حتّى أنّ الأطفال كانوا يتغنّون بأنشودة عن بعضهم
تصوّر ما وصلوا إليه في ذلك الوقت من عناء الريّ و هذه الأنشودة :
قرقر يا جرانه و صفّر يا حنش
حومة الزّريبه ماتت بالعطش
لأنّهم كانوا يتفاءلون
بقرقرة الجرانة و صفير الحنش على نزول الأمطار و ما زالوا إلى الآن
يقولون "الجران يقرقر على المطر".
العصر الإسلامي
: ص 12
ليس هناك ما يدلّ على العصر الإسلامي سوى المساجد و الزّوايا التي
انشئت في أوّل أمرها للعبادة و بعض الألقاب التي تدلّ على كافّة الدّول
التي تواردت على شمال افريقيا و منها منزل جميل و لكنّهم لم يستقرّوا
بها بل جعلوها مركزا نظرا لكثرة مخابئها ممّا يدلّ على أنّ جميع الدّول
التي توالت على الشّمال كان همّهم الهجوم على بنزرت أو الدّفاع عنها و
لم يوجد(كذا) علائم أخرى سوى البناءات المتداخلة ممّا يدلّ على وفود
الأندلسيين و كالتّفاؤل بكلمة "ربّي يسهّل"و التّشاؤم بكلمة" وين ماشي".لأنّ
التّفاؤل و التّشاؤم كانا موجودان(كذا) بكثرة عند العرب.فهده الآثار و
هذه العادات و التّقاليد تدلّ على أنّ لبلد منزل جميل عصر طويل مديد
لتعاقب جميع أطوار التّاريخ عليها. و قد شغل عنها كلّ الأمم لإشغالهم
بالدّفاع و الهجوم على مدينة بنزرت لأنّ المدن من عاداتها ابتلاع القرى
و المداشر و التّأثير عليها في جميع الميادين الاقتصاديّة و التّجاريّة
و الصّناعيّة و الثّقافيّة ... الخ
عصر الأتراك
: ص 13 آثار الأتراك
في المساجد : لمّا قدم العثمانيون الأتراك إلى تونس
جعلوا تنظيم و ترتيب القيام بالشّعائر الدّينيّة على نحو ما هو
موجود ببلدهم"اسطنبول" مثل ما يشاهد الآن بمساجد الحنفيّة. و ما أن
دخلوا بلد منزل جميل و ما زال البعض من ذرّيّتهم حتّى
جعلوا محفلا يصعد عليه حفظة القرآن الكريمقبل صلاة الجمعة.
و من آثارهم الإهاب(كذا؟) قبل زوال يوم الجمعة و هو مجموعة من الأدعية
يقوم بها المؤدّبون بصوت متّحد.منها :"عجّلوا للصّلاة قبل الفواة"(كذا
و الصواب الفوات)و " بادروا بالتّوبة قبل الموت" [ لعلّها الموتة] ثمّ
يستغيثون بصوت رهيب بالنّبيّ صلى الله عليه و سلّم.و ينادون "يا رسول
الله"بمد الهاء مدّا مكرّرا متلاحقا ثمّ يختمون عملهم بالأذان.
و من الأدلّة لدخول الأتراك لبلد منزل جميل زيادة على العائلات
الموجودة بها الدّعاء في خطبة الجمعة للسّلطان العثمانيّ. و لم يزل هذا
الدّعاء لإلى السّنين الأخيرة . و ممّا جاء في
العيد"ليس العيد لمن يلبس الجديد إنّما العيد لمن فاز يوم الوعيد". و
من أدعية رمضان :"سبحان الله و لا إلاه إلاّ الله و الله أكبر" و من
أدعيتهم" أيّد الله بالنّصر و التّمكين ظلام الحرمين الشّريفين"؟؟و من
الدّعاء:"بارك اللهمّ لي و لكم بالقرآن العظيم و نفعني و إيّاكم
بالآيات و الذّكر الحكيم"و منها :"أستغفر الله لي و لكم إنّه هو التّوّاب
الرّحيم".
و قد بقيت هذه العادات
الكثيرة و خصوصا في مساجد الحنيفيّة حتّى سقطت الخلافة العثمانيّة.فبقيت
هذه العادة فوضى فهناك من تركها و هناك من تشبّث كالإهاب و الدّعاء للسّلطان
العثمانيّ و هو ميّت. و قد ألفتت(كذا)نظر
محمد الحبيب باي في مدّة وزارة مصطفى نقزلي (كذا)لتدارك هذه الحالة
فجعل برنامجا موحّدا للأدعية المحتوية عليها الخطبة الثّانية.ثمّ وقع
التّغافل عليها بعدما أيّد بعضهم الدّعاء لسموّ الباي مع ذكر
اسمه.
عصر الأندلسيين
: ص16 تأسيس منزل جميل : جاء في
كتاب الحروب الصّليبيّة لمحمّد العروسي المطوي ص193 ما معناه في القرن
السّابع الهجري668 و في القرن الثّالث عشر ميلادي1269 بدأ ضعف الدّولة
الموحّديّة و نتج عن ذلك سقوط غرناطة و بدأت هجرة الأندلسيين إلى سواحل
شمال افريقيا. فاستوطنوا البلاد و عمروا كثيرا من مناطق البادية
و أسّسوا القرى و جدّدوا بعض المدن القديمة [مثل]تونس و بنزرت و نابل و
أسّسوا دنا أخرى: أ)قرب بنزرت:العالية - منزل جميل - منزل
عبد الرّحمان. ب) بالوطن القبلي: سليمان ...الخ
و ما زالت بعض العائلات تحتفظ بألقابها إلى اليوم مثل نيقرو و من هنا
جاء هنشير بن نيقرو و ثكنة بن نيقرو.
و أزيد على تلك الألقاب ألقاب سلاطين الأندلس الموجودة إلى
الآن: أبي الحجاج يوسف سلطان غرناطة و خلفه بعد هزيمته محمد بن
الأحمربعد أن دخل محمد بن الأحمر مع فرديناند ضدّ بقيّة الأمراء
المسلمين و لم يقم هؤلاء المهاجرين من الأندلس بأيّ آثار ببلد منزل
جميل لأنّهم اشتغلوا بالدّفاع على(كذا) السّواحل الافريقيّة.[ضدّ]
الأسبان و البرتغال و ما زال بقايا من هؤلاء المهاجرين ، و هم
عائلات:فوغالي أي برتغالي المسمّى بالبرغيز . و غويّل من المغول و لعلّ
كلمة برقيز جاءت من البرتقيز.فقد كان المهاجرون بعد استقرارهم يعملون
على الانتقام من الاسبان الذين أخرجوهم من ديارهم.فيركبون السّفن
و ينزلون بالسّواحل الاسبانية لإخوانهم من خطر الفناء و التّنصير
حتّى ضعف الأسطول العربيّ فبقيت المقاومة ضدّ الأسبان فرديّة
بمراكب فرديّة. و لم[الصّواب و لا ]
أظنّ أنّ الأندلسين هم الذين أسّسوا منزل جميل كما جاء في
كتاب [محمد] العروسي المطوي في كتاب (كذا)الحروب الصّليبيّةو ذلك لوجود
هيأة جامع الخطبة و صومعته الدّالّة بشكلها و صورة [بنائها]
على أنّ بلد منزل جميل قد دخله المرابطون قبل المهاجرين من الأندلس. و
أنّ العادات البربريّة قد تأصّلت في النّفوس زيادة على المغاور التي
تدلّ على الرّجل القديم و الإنسان الأوّل.
عصر الدّايات
: ص19
الآثار : عين بيطار توجد على بعد
منزل جميل بميل و نصف عين جارية على سطح الأرض شمال البلدة جلبها
المحسن داي ابراهيم الشّريف و جعلها تجري على حافة طريق بنزرت. و القصد
في ذلك هو أن يجد المسافر راجلا ما يشرب أو يستحمّ به في طريقه
خصوصا في فصل الصّيف.و أن يجد المسافر راكبا ما يعينه على السّير
بارتواء مركوبه من المطايا"الحيوانات" . و قد كتب نصبا تذكاريّا على
العين الجارية التي بناها على شبه قوس النّصر : " الحمد لله أمر
السّيّد الأمير الباشا الدّاي الباي أبراهيم الشّريف بجلب هاته العين
[ ] احتسابا لله تعالى عام 1115(خمسة عشر و مائة و ألف ) تغمّده
الله برحمته آمين " . و عند الاحتلال اعتنت السّلطة العسكريّة
الفرنسيّة ببناء أحواض بها حنفيّات جارية ليغسل بها عساكرها ملابسهم،خصوصا
يوم الأحد .و قد تحطّمت أيّام الثورة الوطنيّة للتّشفّي ممّن
ينتفعون بها و بقيت تلك الأحواض الآن أطلالا لا تصلح لشيء.
الألقاب:ص20 و ممّا يدلّ على عصر الدّايات
الألقاب الموجودة كعائلات: الدّي و ألقاب موجودة في أحواز المدينة.حيث
كانت ليوسف داي قطع أرض بمنزل جميل تعرف إلى الآن بـ"سواني
يوسف" قبلة البلد على طريق تونس البعض منها ما زال على ملك عائلة
التّملّي. و كان قرب الرّمال عين
جارية على سطح الأرض (قبل تحويلها إلى بئر من طرف الحفيّظات) و كانت
هذه العين تزورها النّساء اللاتي لا تلدن( كذا و الصّواب يلدن)
لأنّهنّ عواقر و يرمين فتات الخبز فإذا خرجت سلاحيف الماء انبعثت ضجّة
من الزّغردة من طرف النّساء و اعتقدن أنّ زيارتهنّ قد قبلت. و إذا لم
تخرج السّلاحف رجعن خائبات.و قد أراد يوسف داي جلب هذه المياه إلى أرضه
و إخراججزء منه إلى الطّريق العام فجلب أنابيب الماء من عين نجاح إلى
سواني يوسف و جعل خزابات الماء على شكل قباب على سطح الأرض الأوّل
بكساير المعزي و الثّاني بكساير عمارة بطريق هنشير الخرايب و الخزين
الثّالث بقمراطيّة و الخزين الرّابع بسواني يوسف. و قد كاد يتمّ عمله
لكنّ الموت عاجلته فتوقّف قبل إتمام مشروعهعام1047هـ و ما زالت هذه
الآثار قائمة الذّات .
عهد البايات
: ص21
الخدمة العسكريّة: يظهر أنّ أهل بلد
منزل جميل كان لهم شغف كبير بالخدمة العسكريّة . فقد كان في عصر واحد
عدّة عائلات مشاركة في الخدمة العسكريّة رغم قلّة عددها في ذلك الوقت
مع تحصيلهم على رتب عسكريّة محترمة. فمن هؤلاء: * محمد
الفوغالي :"ملازم فسيان" * محمد الزعيتر:"باش شاوش"
* عثمان الدّغّار:"[؟] فسيان " * ابنه علي الدّغّار:"
فسيان" * محمد الشّحيمي:" فسيان" *
محمد الكعبوري:" لوز باشي" * سالم كرموص:" باش
شاوش" شدّاد عسكري.
Partager
|
|
|
|