حضرت جنازة فغاظني و آلمني كيف رضي أهل الميّت أن لا يقرأ
عليه القرآن كلام الله باعتباره بدعة و رضوا بأن يؤبّن
بكلام آدميّ رأيته في جزء منه لا يليق بمقامه فقلت هذه
القصيدة أرثي فيها نفسي و أوصي أحبّائي
كان الحبيب محلّ كلّ نواظـــــــــــر
و سما و صار من الدّنى بمكان
و اليوم مات فلم يجد من قــــــارئ
يتلو عليه آية القـــــــــــــــرآن
ذهب الحبيب فلم تُرَق في أذنـــــــه
من آية أو سورةَ الفرقـــــــــان
أتلاوة القرآن عندك بدعـــــــــــــة
تلغى فتُضحي في المقام الثّاني
و تلاوة التّأبين عندك شرعــــــــــة
ترضى بها و تحلّ بالعصيـــان؟
لا تستحقّ تلاوة القرآن عنــــــــــــــــــــــــــــــــدك
غضبة مضريّة العنوان
لكنّ أتفه بدعة تُجري الدّمــــــــــــــــــــــــــــــاء
غزيرة فتسيل بالطّغيــان
حزني عليك فقد شهدتك معرضـــــــا
تجري مكبّا جرْية الهيمــــــان
و نكست وجهك إذ فررت و لم تردْ
كلِم المؤبّن واضحا ببيــــــــان
فلم الفرار و أنت أخرس صـــــامت
صمت الصّخور بهادم البنيان
لهْفي عليْك محمّد لا تستقيــــــــــــــــــــــــــــم
ظلال عودك أعوج البنيان
فلم البكاء على الزّمان و أهلـــــــــه
أنت المكان و صانع الأزمان
لهفي عليك إذا زعجت و ناحت الــــــــــــــــــدّنيا و
سالت أعين الأكوان
لهفي عليك إذا دفنت و قامت الـــــــــــــــــــــــــدّنيا
عليك عظيمة الأحزان
يا إخوتي هل تحفظون وصيّتــــــــي
لا تدفنوني دفنة الحيــــــــــوان
طلبي بسيط سادتي فتكرّمـــــــــــوا
لا تدفنوني دونما قــــــــــــرآن
بل أسمعوني آية ألقى بـــــــــــــــها
وجه الإله الواحد الدّيّــــــــان.
محمد الهادي الكعبوري 2 ديسمبر
2012 |