ضرب المرأة

    عندما نشاهد صورا لنساء يضربن أو نقرأ إحصائيات و أرقاما عن العنف الأسري نصاب بالذهول و ندعو أنفسنا إلى التّأمّل.فنقول لماذا لم يتوصّل الإنسان إلى حدّ الآن إلى حلّ لهذه المشكلة العويصة و الحال أنّ الأديان و الفلسفات جاءت من أجل فهم أدقّ و حياة أرقى يتجاوز بها الإنسان الضرورات الحيوانية و يسيطر عليها. و لكنّنا نرى النظر إلى المسألة في غالب الأحيان قاصرا محدودا للكثير من العوامل و الأسباب.و نسمع في المراجعات التي تقع في أنحاء عديدة و من طرف ناس عاديين أو أكاديميين حديثا قد يكون مجانبا للصواب و يحتوي على الكثير من الخلط و الثبوت و التحجّر. و لا نعيب على هؤلاء سوى ترديدهم لأقوال الأسلاف من دون إضافة و لا فهم سديد أحيانا .
       و في هذا المقال سوف أحاول النظر إلى ضرب النساء من خلال محاولة لفهم الآية 34 من سورة النّساء التي ورد فيها قول الله تعالى:
 "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا "
       و ما يهمنا في هذه الآية إنّما هو مسألة ضرب النّساء و كيف فهم بعض الدارسين و المفسرين هذه المعضلة.
       في الحقيقة لقد تناول كل من الباحثين محمد الطالبي (1996) و د.منجية السوايحي(2003) المسألة بالرجوع إلى كتب التفسير و الحديث و أسباب النزول فتتبّعا المسألة و وضحا رأيهما في المسألة بمنظار أقلّ ما يقال فيه إنّه مختلف عن المنظورات التي تتبّعت المسألة .و أضيف إلى ما ورد لديهما القول إن الرسول باعتباره خاتم الأنبياء و المرسلين أوضح منهجا و طريقا للاتباع و السير في خصوص التعامل مع النّساء ديدنه التدرّج و الإصرار من أجل بلوغ المساواة و إن كانت العقلية التي تردّ إلى الوراء أقوى و أعتى كما نستشفّ ذلك في ما قاله( الطالبي ص 121 )" لقد أراد الرسول أن يقضي على ظاهرة ضرب النساء,استنادا في ذلك على :أدب نساء الأنصار" الذي استهوى القرشيات فأخذن "يتأدّبن" به "و لكن وقع  تحوّل و انتصرت الحركة ضدّ نسوية بقيادة عمر بن الخطاب (يراجع تفصيل ذلك في المقالين المذكورين).
      و مع إقراري بوجاهة التناول و طرافته فإن لي قولا في ما ذهبا إليه و سيتضح رأيي بعد تناولي للآية المذكورة بالدّرس و التمحيص:
1-مفهوم القوامة و شروطها:
      بقيت قوامة الرجل على المرأة مفهوما مرتبطا بإرادة الرجال فـ "القوّام حسب العلاّمة ابن عاشور هو الذي يقوم على شأن شيء و يليه و يصلحه(التحرير و التنوير ج5ص38) و قد ذهب المفسرون إلى أن الرجل هو الذي يرتبط به ذلك وحده فعمّموا و لم يخصصوا فنظروا إلى المسألة في ارتباطها بجنس الرجال و النساء  عموما. و الذي أذهب إليه هو العكس فكل من المرأة و الرجل يمكن أن يكون قوّاما على الآخر بشرط أن نغير فهمنا للآية و أن نعيد قراءتها من جديد منطلقين في ذلك من الملاحظة الصادقة التي أوردها الرازي في تفسيره حين قال "و كأنه لا فضل البتّة .أقول لا بدّ من أن يتقدّم ذكر الرجال على ذكر النّساء لأن الذين يتوجه إليهم القرآن آن النزول إنما هم رجال المجتمع الذكوري الذي بدأت أسسه تتزلزل بالدعوة الجديدة إلى المساواة و التحرر من العقلية الرجالية المسيطرة بعدما انتقل الإسلام من مكة إلى المدينة  فطاله التغيير و ناله من التّأثر ما ناله بحكم المثاقفة و صار هناك صراع بين مفهومين متناقضين مفهوم التحرر و المساواة الذي تزعّمت حركته أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه  و سلم و ناصره في البداية قبل أن يريد الله أمرا آخر غير الذي قصد إليه أوّلا و مفهوم التمسك والعودة إلى الأعراف المكية الموروثة و تزعّم هذه الحركة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه و قد كان عنيفا شديدا.
       فالناظر إلى الآية لا بدّ من أن يقرأ المفعول به و يتأنى في فهم ذلك إذ القوامة مشروطة(معلّلة) بأمرين  أوّلا
بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ و ثانيا َبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ . و لذلك فالرجال المقصودون في الآية ليسوا جنس الرجال في المطلق و هو المعنى الذي ذهب إليه أغلب المفسّرين بل هو معنى قريب مما ذهب إليه الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في اعتباره ال التعريف في الرجال تفيد معنى استغراق العاقل استغراقا عرفيا" .و بما أن مقاصدي و ما أرومه من  هذا الخطاب تختلف عن مقاصد من تناولوا المسألة أي الإبقاء على العرف السائد و تبريره فإنّني أقول إنّما المقصود بالرجال حسب ما أذهب إليه:بعض الرجال لا كلهم  أي المتميزون  بخصلة من الخصال تفوق الخصلة التي في المرأة الزوجة أو زيد بسطة في المال لا توجد لدى الزّوجة و إن كان الأمر معكوسا أصبح ذلك بالضرورة منطبقا على المرأة كما كان منطبقا على الرجل سواء بسواء. و لا ضير في ذلك و لا ضرر . فهو موجود في مجتمعنا فكم من امرأة أصلح رأيا و أكثر علما و مالا من الكثير من الرجال فكيف يرضى هؤلاء مثلا أن يتحكم زوج ناقص خبرة و مالا و قوة في مصير زوجة هي أكفأ و أعقل و أنبه.
2-النشوز و درء مخاطره:
        الظاهر من الآية أنّ المسألة المعالجة ترتبط بالخوف من النّشوز لا بالنّشوز عينه كما نفهم ذلك من عبارات يستعملها أغلب المفسرين بعدما يقرون بدءا أن المسألة ترتبط بالخوف من النّشوز لا وقوع النشوز بالفعل. و النّشوز و النشوص أن تعصي [المرأة] زوجها و لا تطمئن إليه و أصله الانزعاج.(الكشاف-ج1 ص538) و أما الرازي فيقول (ج5 ص93) وأما النشوز فهو معصية الزوج و الترفع عليه بالخلاف و أصله من قولهم نشز الشيء إذا ترفّع و منه يقال للأرض المرتفعة:نشز و نشر.و لم يختلف عنهما الشيخ محمد الطاهر بن عاشور حين قال النشوز أي الكراهية للزوج(التحرير و التنوير ج 5ص41)و كأنّي بالآية جاءت لتعالج مسألة رغبة المرأة في تغيير مكانتها الاجتماعية في هذا المجتمع المتغير آنذاك و ربّما ينسحب ذلك على مجتمعنا إذا ما رأينا أنّ الظاهرة لم تتغير و أن العقلية السائدة هي نفسها .و لا تهمنا أسباب النشوز التي ذكر الشيخ محمد الطاهر بن عاشور بعضها و لكن الذي يهمنا هو كيف عالجت الآية مسألة الخوف من النشوز في تلك الظروف التي نزلت فيها الآية.عولجت المسألة بوسائل ثلاث هي |:الوعظ و الهجر و الضرب و لمزيد الفهم نتناولها على الترتيب .
         و لذلك فالقوامة  ترتبط بالكفاءة و وفرة المال لا بالذكورة وهوان الحال.
أ) الوعظ:
          الحل الأول للخوف من النشوز هو الوعظ و التفاهم على أسس هذا التغيير المطلوب و تنظيم هذه العلاقات الجديدة . و من المعلوم و المنتظر أن الرجل سوف يدافع عن مصالحه التي رسخها المجتمع و لذلك يتخذ الحوار طابع النصح و الإرشاد فالوعظ إنما هو ممارسة السلطة المعنوية التي سلح بها المجتمع الرجالي أفراده الذكور للمحافظة على المميزات و الصلاحيات التي منحهم المجتمع إياها و أشربها لهم.
ب)الهجر:
      و أما الحل الثاني للخوف من النشوز فهو الهجر في المضاجع أي مكان الجماع و قد أجمل الطبري في  جامع البيان ج6 ص 705 " في تفسير الآية 34 من سورة النّساء معني مفهوم الهجر في ثلاثة معاني هي
1-هجر الرجل كلام الرجل و حديثه و ذلك رفضه و تركه.
2-الإكثار من الكلام بترديد كهيئة كلام الهازئ .(و قد ربط ذلك بالهذيان و تمديد الكلمة.)
3-
هجر البعير ,إذا ربطه صاحبه بالهجار , و هو حبل يربط في حقويها و رسغها.
   و قد لاحظ الزمخشري في إشارة ذكيّة أن المعنى الأخير الذي تبنّاه الطبري غير إنساني فقال :في معنى الهجر "معناه أكرهوهن على الجماع و اربطوهن،من هجر البعير إذا شده بالهجار. و هذا من تفسير الثقلاء".(الكشاف-ج1 ص539).فالهجر أرحم مع المفهوم الأول و هو أقل رحمة و قسوة مع المفهوم الثاني و أما المفهوم الثالث فأراه لا يتناسب مع الكائن البشري الذي كرمه الله إلا أن تكون العلاقة عداوة متأصلة و سياق الآية لا يتناسب مع ذلك إذ المسألة ترتبط بالخوف من النّشوز لا وقوعه بالفعل.و ترك عش الزوجية.
3-الضرب:
     ذهب أغلب المفسرين إلى أن الضرب هو الدرجة الثالثة في علاج مشكلة الخوف من النّشوز و برروا ذلك بتبريرات عديدة  فابن عاشور مثلا يقول :"و عندي أن تلك الآثار و الأخبار محمل الإباحة فيها أنّها قد روعي فيها عرف بعض الطّبقات من الناس أو بعض القبائل فإن الناس متفاوتون في ذلك , و أهل البدو منهم لا يعدّون ضرب المرأة اعتداء, و لا تعدّه النساء أيضا اعتداء.(التحرير ج5ص41) و سيد قطب يربط ذلك بالانحراف النفسيّ في حذر له ما يبرره علميا فيقول:"
إن هذه الوسيلة تكون أنسب الوسائل لإشباع انحراف نفسي معين , وإصلاح سلوك صاحبه . . وإرضائه . . في الوقت ذاته !
      على أنه من غير أن يكون هناك هذا الانحراف المرضي , الذي يعينه علم النفس التحليلي بالاسم ; إذ نحن لا نأخذ تقريرات علم النفس مسلمات "علمية " , فهو لم يصبح بعد "علمًا" بالمعنى العلمي , كما يقول الدكتور "الكسيس كاريل" , فربما كان من النساء من لا تحس قوة الرجل الذي تحب نفسها أن تجعله قيمًا وترضي به زوجًا , إلا حين يقهرها عضليًا ! وليست هذه طبيعة كل امرأة . ولكن هذا الصنف من النساء موجود . وهو الذي قد يحتاج إلى هذه المرحلة الأخيرة . . ليستقيم . ويبقي على المؤسسة الخطيرة . . في سلم وطمأنية ! "
     و مجمل القول في مسألة الضرب أن المفسرين كلهم ذهبوا في توضيح ذلك إلى البطش باليد و العصا و خلاف ذلك .بينما أنا أرى أن لا مبرر لذلك الفهم لأننا في مرحلة الخوف من النّشوز  لا النشوز عينه و لا التهديد به . و لذلك أرى أن الرجوع إلى المعنى اللغوي في فهم الضرب أمر لازم و إن أغفله المفسرون حين يأخذ بعضهم عن بعض فيكرسون فهما واحدا متكلسا لا يتغير و لا يوحي بالثراء و الاتساع في فهم النص القرآني و إعادة النظر إليه نظرة قد أغفلها المفسرون لأسباب عديدة لعل أبسطها الايديولوجيا و الرغبات النفسية.
        و فهم معنى الضرب لا ينحصر في ما ذهب إليه المفسرون القدامى و المحدثون بل أرى أنّ معناه يصبح ألطف و أقرب إلى روح الآية إذا ما عدنا إلى اللغة  و نقصد بذلك معنى أغفله المفسرون و تغاضوا عنه رغم أنه من المعاني القديمة الأولى لمعنى الضرب لارتباطه بالمعنى الحسي  و بعالم البادية و النوق أساسا ففي مادة ضرب من(لسان العرب ج1ص545)  قال ابن منظور:" و ضرب الفحل الناقة يضربها ضرابا :نكحها".
      فيكون فهم المسألة على هذا النحو في علاج مسألة الخوف من النشوز للإبقاء على النظرة الذكورية التي واجهت التغير الذي نادى به الرسول محمد صلى الله عليه و سلم و تبنته أم سلمة و ناصرته.و عارضه المجتمع في شقه  المكي الذي تزعمه رجل هو الصحابي الجليل عمر ابن الخطاب و الذي أصبح خليفة بعد ذلك فكرس هذه النظرة الذكورية و رسخها في المجتمع الإسلامي.و ليس غريبا أن تتزعم أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم هذه الدعوة إلى المساواة و الإنصاف فقد عرفت بجرأتها و قوة شخصيتها فهي التي خرجت مهاجرة عندما فرق الكفار بينها و بين زوجها لا يصحبها في البداية سوى ابنها الصغير (العك ج1 صص 147- 148)كما رفضت الزواج من عمر ابن الخطاب (الشعراوي ص518)و إضافة إلى ذلك فقد زوجها ابنها للرسول صلى الله عليه و سلم بعدما كادت ترفضه .و الشيخ الشعراوي يقول بعد 15 قرنا من وقوع ذلك "إذ قواعد مذهبنا أنّ الابن لا يزوّج أمّه و بحث عن مبرر يرتبط بالعصوبة لأنه ابن ابن عمّها لمّا لم يكن من عصبتها أحد حاضرا غيره و لم يفكر لحظة في أنّ  هذه المرأة العجيبة ذات إرادة قوية.و نضج فكري أليست هي أيضا من أشارت على الرسول صلى الله عليه و سلم بالنحر و الحلق في حادثة صلح الحديبية الذي تململ الصحابة في قبوله في أول الأمر.
     فالخوف من النشوز عولج أولا  خارج فراش الزوجية بالوعظ و الإرشاد و ثانيا في فراش الزوجية بتحكم الزوج في العملية الجنسية و ذلك بالهجر و رفض العلاقة الزوجية حينا و ممارستها حينا آخر من دون أن تكون المرأة هي التي تتسلط و تبرز غلبتها في هذا الشّأن . و تلك لعمري نظرة رجالية بعقلية ذكورية بحتة  للمسألة . و الذي أراه أنّ  هذه الآية خطيرة في تنظيم العلاقة بين الرجل و المرأة أعني الزوج و الزوجة. و لا يمكن أن يبقى الفهم للآية التي جاءت لتعدل بين الرجل و المرأة إلا إذا أتبعناها بما يحف بها من ظلال و معاني ضمنية توحي بها و هي أن القوامة لا تخص الرجل وحده و لا المرأة وحدها بل شرطها أن تكون الأفضلية لواحد منهما قد يكون الرجل و قد تكون المرأة و موضوع ذلك ما فضل الله به بعضهم على بعض و ما أنفقوا من أموالهم و لذلك يصبح الضمير المتصل "هم" عائدا على الرجال و النساء على حد السواء على أساس أن المساواة هي القصد و الهدف من التشريع . و كذلك فمدح النّسوة بأنهن قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله مدح لهنّ و دعوة إلى الاتصاف بصفاتهنّ و ليس ذلك بدعوة إلى إخضاعهن و إجبارهن على الرضوخ للأمر الواقع كما ذهب إلى ذلك المفسرون. و مدح النساء في الآية تقابله صورة سيئة تستنقص من الرجال و تزري بموقفهم فهم خائفون حائرون لا يعرفون كيف يواجهون الوضع الجديد مسلوبو الإرادة يأتيهم التوجيه من أعلى آمرا "عظوا...و اهجروا ...و اضربوا...ثم هو بعد ذلك طلب للكف عن البغي بشرط طاعتهنّ فهل الطّاعة مربوطة بجميعهنّ أم هي مربوطة ببعضهن.يقول ابن منظور في معنى البغي بغى الرجل علينا بغيا: عدل عن الحق و استطال . و بغى عليه يبغي بغيا:علا عليه و ظلمه.
      نهى الله عن أن "تطلبوا طريقا إجراء تلك الزواجر عليهنّ"(التحرير  ج5 ص42) و في ذلك موقف زجري ضد من عادوا إلى النمط القديم من أنماط التعامل مع النساء. و تهديد لهم بأن لا يظلموا بعد أن تفوقت نظرتهم الثبوتية التي لا تروم التغيير و التبديل.و في ذلك موقف ضمني مما آلت إليه الدّعوة الجديدة التي تروم تغيير المجتمع الإسلامي و انتصرت فيها النظرة الذكورية الثابتة .
       و خلاصة القول
1- إن ما ذهبت إليه هو أن القوامة مشروطة بشرطين هما ما فضل الله به بعض الناس على بعض و ما أنفقوا من مال دون اعتبار الأنوثة و الذكورة .
2- إن المسألة المعالجة ترتبط بالخوف من النشوز لا وقوعه بالفعل فهو استعداد للطوارئ  و توضيح لكيفية تناول المسألة  ليبقى الرجل صاحب الإرادة بعدما فشلت الدّعوة إلى المساواة بين الرجل و المرأة إثر هجرة الرسول صلى الله عليه و سلّم و صحبه من مكة إلى المدينة و قد كان لعمر رضي الله عنه اليد الطولى في ذلك.
3- عولجت المسألة ببقاء السلطة و الإرادة بيد الرجل
قولا بالوعظ و فعلا بالتحكم في العملية الجنسية ممارسة و امتناعا عن ذلك .
4- المرأة أيضا تمارس ذلك إن كانت ذات إرادة و قدرة على ممارسة ذلك.
5- مفهوم الضرب كما ذهب إليه المفسرون لا يتماشى مع تكريم الله للإنسان ذكرا و أنثى و لا أرى الأمر بضربهنّ يتناغم مع رحمة الله و عدله و إحسانه.
6- في الآية ظلال توحي بضعف الذكر أمام ميزات الأنثى فلئن أعطى الواقع الرجل طيلة التاريخ الإسلامي بل الإنساني سلطة و ميزة فإن الخطاب القرآني قد أنصف المرأة بمدحها بأحسن الأوصاف و أكملها و أخذ لها حقها بإبراز الرجل الراجع إلى الوراء الرافض للتقدم و العدل في وضع الضعيف المأمور المطلوب منه الكفّ عن العلو و الاستطالة و الظلم .
      و عسى أن يكون هذا التناول فاتحة خير للنظر إلى كتاب الله العزيز نظرة متغيرة لا ثبوت فيها و لا خوف من تغيّر الأمر نحو ما يزيد الإنسان ألفة و تكاملا و عدلا و تسامحا. و الله من وراء القصد.

المراجع
1
*ابن عاشور(العلامة محمد الطاهر)التحرير و التنوير ج5 ص 38 و ما بعدها.ط الدار التونسية للنشر تونس 1984
2*الألوسي(أبو الفضل شهاب الدين السيد محمود الألوسي )  روح المعاني ج5 ص25
3*رضا(محمد رشيد) : تفسير المنار ج 5 ص 72
4*السوايحي (د.منجية):العنف ضد المرأة بين الشريعة و القانون التونسي.
www.afkronline.org/arabic/archives/juill-aout2003/souayhi.html
5
 *الطالبي(محمد):أمّة الوسط :الاسلام و تحدّيات المعاصرة .ط.دار سراس للنّشر 1996. فصل :قضيّة تأديب المرأة بالضّرب ص ص 115- 116.  
6* الطبري(أبو جعفر محمد بن جرير) جامع البيان ج6 ص 705 و ما بعدها" في تفسير الآية 34 من سورة النّساء .ط دار هجر للطباعة و النشر و التوزيع و الإعلان دت
7
*العك(الشيخ خاتلد عبد الرحمان):موسوعة عظماء حول الرسول.ط1 دار النفائس 1412هـ=1991م دمشق سوريا. ج 1 أم سلمة.
8*
قطب(سيد): في ظلال القرآن
  Partager

انظر أيضا
دراسات و أفكار
 موضع غابة الرمال في التراث
المدينة و تراثها في الشعر العربي
تاريخ الصيام
الصيام و الحرمان 
موقف من الحجاب
ضرب المرأة
الأنثى في ديوان "قصائد من تحت الأنقاض" للشاعر نجيب بن علي
شاب أحرق بلدا
الثورة التونسية
تقبّل موت حاكم قرطاج
الآن توضحت الصورة

بين حرّيّة التّعبير و قداسة الذّات الإلهيّة

هل الثورة حاالة مؤبّدة؟
النّقاب أو العري
تجديد فهم الإسلام
لماذا لا تكون الشرائع مقدّسة إلاّ بوجود الأنبياء و الرّسل؟
هل النّساء وحدهنّ ناقصات عقل و دين؟
في المعنى اللّغويّ للخلافة
من أنا؟
تعريف
قصصي
أشعاري
مسرحياتي
تحقيق
ترجمة
دراسات
مواقع

 

الصفحة السابقة

طبع الصفحة

الصفحة الرئيسية | صور | غابة الرمال | الفضاء | التاريخ | من أنا؟ | عائلتي | عائلات منزل جميل | المعالم الدينية | أمثال و أقوال | المنظمات و الجمعيات | المؤسسات | الثقافة و الفنون | ناس مروا | المتحف | راسلونا

Copyright 2012©2015 leplacartuel.com