|
اجتمعت الفئران في دار الندوة وتدارست مشكلتها مع القط
بش بش . قال الفار الشيخ :
- لقد عذبنا وأكل صغارنا .
وقالت الفأرة العجوز : لم أشعر يوما بالأمان :
وقال الفأر الصغير: أنا خائف.
فصاحت أخته الصغرى : ما الحل ,ما الحل ؟ ورددّ الجميع :
نعم أين الحل ؟ أين الحل ؟
أسكت الفأر الشيخ الجميع بإشارة من يده وركز نظارتيه على عينيه
. و اتكأ على عكازه . و سعل .ثم قال :يفتتح باب الحوار ,من كان
له رأي في هذه المسألة الخطيرة فليطرحه على الجميع بكل حرية .
طلب الفأر الجبان الكلمة . فأذن له الفأر الشيخ. فقال في صوت
ضعيف :أقترح أن نعطيه في كل يوم فأرا منا يأكله ليشعر البقية
بالأمان ,و أمرنا إلى الله ! ثم جلس .فأخذ الفأر الذكي الكلمة
. وقال :
ـ هذا الرأي سوف يقضي علينا . سوف ينقرض جنس الفئران. و نحن نريد أن نعيش.
ثم اتجه إلى الفأر الجبان وقال له :
اقترح أن نبدأ بك فنوفدك إليه لتقديم المقترح . و لتكن أول فأر
يأكله القط بش بش .
خاف الفأر الجبان و اختبأ وراء أمه و هو يقول : لماذا نموت يا
أماه بينما تعيش القطط؟؟
مسحت الأم على رأس ابنها في لطف و هي تقول :لأن القطط بسبعة أرواح
...و نحن لنا روح واحدة.
دخل جرذ يجري خائفا يطلب النجاة. و ظل يلهث . وبعدما ارتاح
واطمأنت نفسه سأله الفأر الشيخ :
مالك, يا بني . ماذا وراءك ؟؟
أخذ الكلمة و ابتلع ريقه ثم قال بعسر :انه القط بش بش . لقد
كاد يقضي علي لو لم أهرب بسرعة البرق لقد فاجأني ,و أرعبني .
صاح الفأر الشيخ : لا بد من إيجاد حل لنشعر بالأمان! . فقال الجرذ :
يا سيدي . كنت قادما إليكم من قبل دولة الجرذان لأقدم رأي
دولتنا العلية في المسألة. فقال الفأر الشيخ: رغم أنكم
سببتم لنا المشاكل في الماضي إلا أننا نرضى بالتشاور
معكم . فنحن من نفس الجنس ؟؟؟؟؟ نواجه نفس الخطر؟؟؟ تفضل أبد
رأيك .أخذ الجرذ الكلمة من جديد و قال :
يا سادتي الكرام . يا أصحاب هذا المجلس الموقر إن دولتنا
العلية قد أقامت مصالحة مع عالم الكلاب...و اتّفقت معها على
التّعاون و التّشاور في المُلمّات و أنتم تعرفون العداوة
القديمة بين القطط و الكلاب و لذلك فكّر مولانا في طلب العون
من الكلب العظيم "هب هب" للقضاء على المجرم الخطير بش بش.هذا
ما عندي...و لكم سديد الرّأي...و السّلام."
صفّق الفئران.و اختلطت الأصوات.ثم ّردّ الجميع في صوت واحد:"نعم
الرّأي.نحن موافقون".و ردّ الجرد:"فلنمض إلى التّنفيذ بعد إذن
جنابكم. أخذت الفأر العجوز الكلمة و قالت و هي تنظر إلى ابنها
الشّجاع:"امض مع ابن عمّك الجرذ إلى الكلب "هب هب". و اطلب منه
المساعدة باسم عائلة الفئران. و قل له سوف نكافئك على خدماتك
بإطلاق سراحك و فك أسرك من القيد الذي يطوق رقبتك لتعيش حرا
طليقا و تنعم بالحياة.
قفز الجرذ و الفأر الشجاع .و طفقا يجريان في حذر نحو مربط
الكلب هب هب .... رآهما القط بش بش . ففرح بالصيد
الثمين . و منى نفسه بأكلهما .و طفق يجري خلفهما في فرح
. و اتجها نحو صديقهما هب هب في سرعة.فلما رآهما قد دخل مربط
عدوه الكلب ,تراجع خائفا. و طفق الفأر يخبر الكلب بالفكرة .
فوافق على ذلك . و فرح بالحرية ولذيذ الطعام . ثم طلب من الجرذ
و الفأر الإسراع بتخليصه من القيد . و بسط ذراعيه . و ألصق
رقبته بالأرض . فشرع الجرذ و الفأر في قضم الحبل الغليظ. و
تعاونا على ذلك بأسنانهما الحادة.فرح الكلب بنجاته من الأسر و
ضفره بالحرية. و بدأ يبحث عن القط اللعين مروع الفئران. بلغ
مسمع القط بش بش ما عزم عليه الكلب هب هب . فقفز يجري بأقصى
سرعته و فر بعيدا عن المنزل و رحل إلى حي بعيد جدا عن الحي
الذي كان يمارس فيه بطشه و قسوته مع الفئران المساكين.
و عندما عاد الجرذ و الفأر إلى بيت
النّدوة,بشّرا بقيّة الفئران بالنّجاة من شرّ القطّ. فخرج
الفئران و الجرذان من حجورهم الضيّقة.و طفقوا يرقصونو يصفّقون
فرحا بتخلّصهم من شرّ القطّ"بش بش". |
