المواسم و الأعياد=
رمضان:
يستقبل شهر رمضان
استقبالا خاصا فيقع تخزين المؤونة له و إعداد الافاحات(=التوابل و
الأبزار)مثل قشور الرمان و البرتقال و النعناع و التابل و الكروية و
الكمون و الشوش ورد و غيرها .كما يقع إعداد شربة الشّعير التي تميز
هذا الشهر الفاضل . و أما الأطفال فيعوّدون على استقباله بشراء الأواني
الصغيرة الحجم مثل الكوانين و الطناجر و الكساكس و الصحون الفخارية أو
المطلية أو حتى المصنوعة من الألومنيوم كما يقع تعويد الأطفال على حسن
الاستعداد له ببناء دكاكن(=دكات) ترتفع عن مسنوى الأرض مقدار شبر أو
أكثر قليلا بحسب طول الطفل. و عندما يحل الشهر يعود الأطفال على إعداد
أطعمتم سواء في ذلك الإناث و الذّكور لكل دكته و أوانيه أمام منزله و
قد يعود الأطفال على التعاون و التزاور و التّآزر في صنع الأغذية
البسيطة و يسمّونها الزّغديده. و قد يكتفي الأطفال بملء أوانيهم قبيل
الغروب بما لذّ و طاب من المأكولات التي وقع إعدادها في منازلهم. و قد
يستغل ابعض ذلك للتّفاخر و التباهي و لكنني أظنّ أنّ الأطفال الصغار لا
يفكرون بذلك و لا يعيرونه أي اهتمام .و إنّما هو ضرب من ضروب تبادل
الملاذّ و الخيرات ليذوق كل أطفال الزنقة من الأجوار ما صنعته ربة
الدّار فيذوق المحروم مما هو محروم منه و ظني أيضا أن كل المنازل في
هذا الشهر يتوسون في الانفاق و إنّي لأخالف كل من يدعو إلى التقتير و
البخل في هذا الشهر لأنّ الناس على ما أرى يحرمون أنفسهم من الكثير من
الخيرات و يرجؤونها إلى شهر رمضان ليحدّثوا بنعمة الله فيه تطبيقا
لقوله تعالى و أمّا بنعمة ربك فحدّث(لمزيد
التوسع اضغط هنا)
. و مما
يميز مائدة رمضان التي تحفل بمآكل مخصصة له بمنزل جميل حضور
البريك(=الملسوقة)كل يوم على المائة و كذلك شربة الشعير التي تطبخ
باللحم المقصوص قطعا صغيرة و تفوّح بقشور البرتقال المهروس خاصّة.
و لحضور أذان المغرب نكهة خاصّة
و طقوس كادت تنقرض بسبب وسائل الاتصال الحديثة و
خصوصا التلفزة و من ذلك أنّ الأطفال يجتمعون قرب جامع بوصعنون و في كل
الأماكن التي من خلالها يرون صومعته لينطلقوا فرحين بمجرد أن تنار
الصومعة و يقول المؤذن الله أكبر" فيجرون متصايحين في ابتهاج لا يلوون
على شيء "أذّن المغرب ,أذّن المغرب"و كم كنا نردد أهزوجة تحتفل
بالزّواج و كأنّما هي الفرحة بإباحة كل ما كان غير مباح فنردد معا في
صوت واحد:"أذّن بالخوصه مرت النّوّي عروسه".
و بعد الصّلاة تجتمع العائلة حول المائدة المبتهجة بالمآكل و
المشارب ا بينما يصلي الرجال الشيوخ خاصّة المغرب في المسجد و لذلك
طقوس خاصة . فالمصلون و أهل الخير يزوّدون المساجد بالتمور و الحلويات
و الماء البارد و الحليب ليشق الصائمون الفطر عليها قبيل الصلاة و مع
بدء الأذان مباشرة.في بهجة و جو من التقاسم و التبجيل و التوقير
لبعضهم.
صلاة التّراويح:
قبيل صلاة العشاء كان يقرأ القرآن و الآن يلقي درس في الفقه و
بمجرد الانتهاء من ذلك مع أذان العشاء يردّد المصلون المتلهفون لأداء
صلاة العشاء و التراويح قولهم:"
اللهم صلّ
أفضل
صلاة على أسعد مخلوقاتك سيّدنا محمد و على آله و صحبه و سلّم عدد
معلوماتك و مداد كلماتك كلّما ذكرك و ذكره الذّاكرون و غفل عن ذكرك و
ذكره الغافلون,
.... و يرددون ذلك 3 ثلاث مرّات متتاليات ويختمون ذلك بقولهم
سبحان
ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله ربّ
العالمين".
بعد أداء صلاة العشاء يقوم المؤذن قائلا بصوت مسموع :"صلاة
الترويح يرحمكم الله"فيهبّ
المصلون لأداء 20 عشرين ركعة متتابعة ركعتين ركعتين و بين الأربع ركعات
يرتاح المصلّون مردّدين في صوت واحد على تنغيم شجي قول:"سبحان
الملك القدّوس سبحان الملك القدّوس
سبحان الملك القدّوس السبّوح القدّوس ربّنا ربّ الملائكة و الرّوح"
و عند انتهاء الصلوات جميعا يختم بترديهم مترنّمين
" الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد
جاءت رسل ربّنا بالحق اللهمّ لك الحمد اللهم لك الحمد اللهمّ لك الحمد
على نعمة الإسلام و ما لها من الفضل و الجود و الكرم و الإحسان .الحمد
لله العليم المنان الحمد لله الكريم الرحمان الحمد لله العظيم السلطان
اللهم اختم لنا بخيرك يا رحمان اللهم اختم لنا بخيرك يا رحمان اللهم
اختم لنا و لوالدينا و لجميع المسلمين بالسعادة و الغفران سبحان ربك رب
العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين"آمين
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ
الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ
نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ
الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ
أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا
الضَّالِّينَ (7)
آمين
اللهمّ صلّ على سيّدنا محمد
الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق ناصر الحقّ
بالحقّ و الهادي إلى صراتك المستقيم و على آله حقّ قدره و مقداره
العظيم سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون و سلام على المرسلين و الحمد
لله ربّ العالمين .
التهادي و التّزاور:
في رمضان يتهادى النّاس
من أقارب و جيران المآكل التي صنّفوها و بذلوا وقتا و جهدا في التفنن
في إعدادها و لذلك يذوّق الناس بعضهم بإرسال الصبيان بصحون مغطاة فيها
نصيب من الطعام أو حلويات العيد التي يعدّونها في العشر الأواخر من
ليالي رمضان و يتزاورون في هذه الليالي أكثر و يتعاونون في إعدادها و
يتبادلون أواني أو أدوات صنعها من قوالب الغريبة أو صواني البقلاوى أو
الموائد و الأعواد لبسط العجين .
طهور الأطفال الصغار
في رمضان:
تمثل أيام رمضان مناسبة مباركة لختان الأطفال و
خاصّة ليلة النصف و ليلة سبعة و عشرين التي هي في اعتقاد الأهالي ليلة
القدر .
عيد الفطر=
العيد الصغير
حلو
العيد:
يتهيّأ للعيد بإحضار الحلو و خصوصا
في الليالي العشر الأواخر من الشهر الفضيل و يتعاون أفراد العائلة و
الأجوار و الأقارب في تهيئة البقلاوة و المقروض و الغريبة و الصمصة و
غيرها من الحلويات
تنظيف القبور:
يستعدّ الأهالي للعيد أيضا بالذهاب إلى المقبرة لتنظيف القبور و
تبييضها بالجير و سقيها بالماء و وضع البرغل و القمح فوقها و ملء
صحفة القبر ماء يشرب منه الطير و تزيينها بالجريد و الريحان و نوار
العشية مختلف الألوان الذي يرشق في طرف الأشواك الحادة للجريدة بعناية.
لبس الجديد و زيارة
القبور:
يلبس الجميع الجديد يوم العيد ثم يخرجون بعد صلاة العيد لزيارة
المقبرة و تزيين القبور و الترحّم على الآباء و الأجداد فيتلاقى
الجميع في أحسن زينتهم كأنهم بذلك يسخرون من الموت و يتحدّونه بالبهجة
و السرور و يزورون الأموات ليشاركوهم فرحتهم بالعيد السعيد و إنّي
لأستغرب ممن يريدون أن يجعلوا هذه المناسبة للنكد و الحزن و كأنّي بهم
لم يفهموا ما أراد الأسلاف بتصرفهم ذاك يوم العيد على الصورة التي
وضحنا فهي فرصة للتسامح بين الناس في المقبرة بالذات ليتذكروا أنهم
ميتون لا محالة فلا فائدة من الإصرار على الحقد و الحرن و التباغض .
التعييد و مهبة
العيد:
يعايد أهل منزل جميل بعضهم بعضا و للرجال صورة ثابتة للمصافحة باليد إذ
يقبض كل واحد من المتصافحين على إبهام الآخر ضاغطا ثم يسرع بعد ذلك إلى
المصافحة قابضا الأصابع الأربعة المتبقية كما هي الصورة العادية
للمصافحة المعروفة مع تقبيل الخدين يمينا و يسارا بينما تكتفي النسوة
بالتقبيل و يجدن حرجا في المصافحة كما يصافح الرجال.. و يهدي الكبار
الصغار مهبة العيد و تتمثّل في تسليم نصيب من المال لهم ذكورا و إناثا
و يستغنى عن ذلك عندما يكبرون.و يبلغون.و ترى الأطفال يفرحون بذلك و
يحرصون على زيارة الأقارب و التعييد على الكبار طمعا في الهدية التي
يسرعون لإلى إنفاقها في شراء اللعب و المأكولات من لمجات و حلويات و
المشروبات من عصير و مشروبات غازية.
عيد
الأضحى= العيد الكبير
من العادات صيام يوم تاسوعاء و هو يوم
الوقفة على جبل عرفات
تنطيح الكباش=
و خصوصا يوم تاسوعاء و هو اليوم السابق ليوم النحر و فيه يزين الأطفال
كباشهم و يتفسحون بها مفاخرين متباهين بها و يقيمون مباريات نطاح بين
الكباش لاختبار قوتها و قدرتها على النّطاح و للهو البريء في هذه
المناسبة.
صلاة العيد=
تصلى صلاة العيد في الجومع و يتميز صباح يوم العيد بالأذكار التي
تقام و يقدَّم الأطفال لذلك فيهتفون بأصواتهم الشجية مع بقية الحاضرين
بالجامع مردّدين( لا إلاه إلا الله، الله أكبر الله أكبر الله أكبر و
سبحان الله و الحمد لله و لا حول و لا قوّة إلاّ بالله ) و هكذا دواليك
دون انقطاع إلى أن يحين و قت الصّلاة فيدخل الإمام فيسكتون و يتجه
مباشرة إلى المحراب فيصلّي صلاة العيد دون أذان ثم يخطب خطبتين و بعد
نزول الإمام من المنبر يتقبل التهاني و يتبادل الحاضرون القبلات و
يهنؤون بعضهم بالعيد ثمّ ينطلقون إلى منازلهم
ذبح الكباش=
بعيد صلاة العيد
يذبح أهل منزل جميل كباشا في عيد الأضحى و هذه العادة أقرب إلى الفرض
منها إلى السّنّة و عند الذّبح يبخر الكبش و يسقى الماء بحضور كل أفراد
العائلة وعندما يفتح الجزار بطن الكبش يضع الدوارة (=الجهاز الهضمي
بما فيه الأمعاء)في إناء و باقي ما بداخله(=الرئتان و القلب و الطحال و
الكبد...) في إناء آخر .
بصّاصة العيد:
هي عادة لم أعد أراها و لا يتذكرها إلا القليل و
تتمثّل في أن يرفع الكبش بعد نفخه من قائمتيه الخلفيتين ثم يضغط عليه
من فوق باتجاه الرّأس فيصدر عن الكبش صوت شبيه بالضراط فيضحك الصغار
خاصّة .
تعليق المرارة:
و بمجرد وضع
الدوارة في الإناء يسرع الجزار بقطع المرارة الملتصقة بالكبد ثم يمد
بها إلى رب الدار قائلا في فذلكة :"الكاسة مليانه أو الكاسة فارغة
"بحسب وفرة أو قلة ما بداخلها من عصارة السائل الأخضر المساعد في عملية
الهضم.فيأخذها هذا الأخير مستبشرا و يلصقها على الحائط و أظنّ أن هذه
العهادة مرتبطة بعقلية المفاخرة ليعرف الضيوف أن رب الدار قادر على ذبح
خروف في العيد وليس معسرا و لا هو من المنكرين لهذه السنة النبوية
الشريفة.
القلاية و
شي اللحم و قليه :
تقطع نساء الدار الرئتان و القلب و الطحال و تطبخ في إناء و قد
تشوي ربة الدار أو تقلي من الكبد و الإلية و لحم الفخذ ليذوق الحاضرون
من الكبش
اللية:
و لم نعد نرى ظاهرة قديمة كانت موجودة بكثرة في منزل جميل و تتمثل في
قص قطعة من الإلية و أكلها نيئة و هي لا تزال ترف بمجرد أن ينتهي
الجزار من عملية الذبح بل إن عادة اختيار الكبش ذي الالية الكبيرة لم
تعد مراعاة إلاّ عند بعض الفلاحين..
تنظيف
الدوارة:
..تنظف نساء الدار الدوارة بالجير و الماء الغالي غليا ثم تخشي العصبان
بخليط من سبناخ و معدنوس و بصل و حمص و برغل أو أرز وقلفل هريسة
دياري و نعناع و زيت وكمون ...
تكسير الكبش:
من عادات منزل جميل أنّ كبش العيد يحج أي يبقى ليلة قبل تفصيله
و تكسيره .
إخراج الكتف:
و عند التكسير يقع تخصيص الكتف الأيمن عادة لإخراجه أي للتصدّق به.
المرقاز و القديد:
يقص اللحم فيكسر القفص الصدري سيرا واحدا بالنسبة لكل جهة ويدهن
بعد ذلك بالملح و الفلفل الهريسة ثم يجفف بتعليقه في الشريطة أياماو
يغطى في آخر النهار و يحفظ حتى لا تناله الحيوانات الأهلية أو يصيبه
المطر فيفسد بنقص كمية الملح منه أما المرقاز فإن المصارين بعد
تنظيفها و تمليحها تحشى باللحم و شحم الالية بعد أن يقص قطعا صغيرة و
يملح و يخلط بالأفاويه و القلفل الهريسة.
جلد الكبش:
بعد شق
جلد كبش العيد تنظفه ربة الدار ثم تدقه بالمسامير في الأرض أو على خشبة
و تزيل منه قطع الشحم العالقة ثمّ تملحه و تتركه في الشمس ليجف و غالبا
ما يطلى بالجير لتزول منه الرائحة و يطهر تطهيرا ليقع استعماله بعد
ذلك .
الجير:
يشتري أهل منزل جميل الجير لطلي
الجلد بالجير قصد تطهيره و تزيينه و يبقون منه نصيبا لتزيين أمام الدار
في مناسبة رأس السنة الهجرية و كذلك لقلي الحمص قبيل يوم عاشوراء.
رأس العام
الهجري:
الملوخية: قبل يوم
يطبخ الأهالي الملوخية ليكون العام أخضر.
يوم رأس العام:
يطبخ الأهالي البرغل بالفول و القديد و المرقاز الذي هيّأوه في
العيد قبل أسابيع و يكون أبيض اللون فلا يضعون فيه الفلفل أبدا.
زينة رأس العام=
تزيين أرضية الدار و محيطها و خاصة أمامها برسوم باستعمال الجير=
الكلس و من هذه الرسوم السمك و الشمس و النجوم و الأهلة و قصع البرغل
و قد أحاطت بها المغارف= الملاعق و غيرها من عبارات الفرحة و التبرك
بمجيء السنة الهجرية الجديدة و من شروط الزينة أن يدخل خط مسترسل
بالسهام المترابطة إلى وسط الدار و أن يبلغ باب كل غرفة من الغرف و لكن
ذلك أصبح شبه مستحيل لتبليط المنازل بالجليز و لتغير هيئة المنازل.
عاشوراء=
قبل يوم 10 محرم يقلي
أهل منزل جميل الحمص و الفول
. و
وقبل وضعه في الغناي تحت نار ملتهبة و تحريكه إلى أن ينضج و يتغير
لونه يخلط بالجير و يترك قليلا حتّى يؤثّر فيه . و بعد ذلك يخرج من
الغنّي و يوضع في إناء ثان ذلك ينضح عليه الزيت و يخلط إلى أن تزول
مادّة الجير و يتغير لونه فيصبح أمغر لمّاعا.
و يوم التاسع منه يضاف إليه الحلوى و التمر أو الكنتيشي و طوابع السكر
و اللوز و الزبيب و سائر المكسرات و يخلط كل ذلك بحضور كافّة أفراد
الأسرة في جو احتفالي بهيج ثم يأخذ كل فرد في العائلة نصيبه و يخص
الأموات بنصيب ليوزع على الأطفال في الجبانة صبيحة يوم عاشوراء و كذلك
عندما يطوفون على المنازل
ناشرين تقريطة العاشورة رابطين
طرفيها في رقابهم صائحين عاشورتي خالتي المريّه. و قد يضيفون دز الباب
على زنكورتي خالتي المريه إشارة إلى أنها يمكن أن لا تعطيهم شيئا إن
سبقهم غيرهم .
سردوك
تاسوعاء:
يوم تاسوعاء يقع ذبح ديك قد أعدّ للغرض . لتطبخ به مقرونة يد
تكون طعام ذلك اليوم.
سامور عاشوراء
كان يقام
حفل بعيد مغرب الشمس و صورة ذلك أن الأطفال و حتى الشباب و أحيانا
الكبار كانوا يجمعون الحطب أكواما عظيمة ثم يشعل الحطب فيتجمع حوله
الجميع و يشرعون في القفز فوقه غير مبالين بالخطر و قد يصل العلو قدر
مترين و الطول خمسة أمتار أـو أكثر.
المولد النّبوي الشريف:
يحتفل بالمولد النبوي الشريف و يحتفى بصاحبه عليه الصلاة و
السلام أيما احتفاء و من المؤكد أن الاحتفال به قديم يعود إلى الدّولة
الفاطمية .و في الوقت الراهن فإنه إضافة إلى الاحتفالات الرسمية بإنشاد
الأناشيد و إقامة الأختام و الدروس في المساجد و سرد قصة المولد التي
بدأت تزول بفعل التّغير حتى في الجوامع و المساجد بسبب موت من يتقنون
ذلك من الشيوخ و عدم توارث تلك العادة و الرغبة في التغيير تحتفل
النساء في المنازل بهذه المناسبة و هنّ أكثر تمسكا بتلك العادة .و صورة
ذلك أنّهنّ يهيئن العصيدة التقليدية - و إن بدأ عدد من يتقنّ صنعها
ينقص بصفة مهولة - أو عصيدة الزقوقو التي اكتسحت الميدان مقصية العصيدة
العربي. و هي لذيذة جدا و الحق يقال .و أظنّ أن المرأة لا تزال تعبر عن
حضورها و مشاعرها و أحاسيسها عن طريق تلك الأكلات للدخول إلى قلب الرجل
فالعصيدة التقليدية ذات مضمون جنسي واضح فهي أقرب ما يكون للثدي
المكتمل الناضج غير أن حلمته غير بارزة بل هي داخلة تدل على انطفاء
الشهوة فكأنّما هي رمز لتردد المرأة بين الرغبة في الإفصاح و الإنطلاق
و التحدي و قمع المجتمع و حده لرغبتها تلك .
و لئن كانت العصيدة التقليدية بسيطة طبيعية في شكلها و مضمونها
الجنسي فإن العصيدة الجديدة :عصيدة الزقوقو وافدة علينا لم نكن نعرفها
شأنها شأن الزقوقو الذي غرس أشجاره المستعمر الفرنسي في السنين الأولى
من القرن العشرين لصيانة ميناء بنزرت من انجراف الرمال و بذلك كبرت غاب
الرمال و أصبحت تنتج الزقوقو و البندق أساسا . و هذه العصيدة الوافدة
مسطحة باردة تخفي اللون الأسود بطبقة من الككريمة أو دقيق المكسرات
كاللوز و الفستق و البوفريوة و حبات البدق و الحلوى على اختلاف أشكالها
. و كأني بها ترمز إلى قمع المستعمر و استعلاؤه (الطبقة العلوية
البيضاء المززينة) للشعوب المستعمرة(سواد الزقوقو الموجود في الأسفل
فلا يرى إلا إذ كان الإناء شفّافا ).
و إجمالا فإن أهالي منزل جميل يحتفلون بهذه المناسبة تعظيما للرسول
محمد صلى الله عليه و سلم و إن بدأت تصدر أصوات من هنا و هناك تدل على
استنكار الاحتفال بهذه المناسبة بدعوى أن الرسول و السلف لم يفعلوا ذلك
و أننا ينبغي أن نقتدي بهم . أقول إن هذه العادة راسخة و إن تغيرت طرق
الإحتفال بها لأنها ترتبط برغبة أصيلة في التغيير و لا تنصت إلى
الأصوات التي تدعو إلى العودة إلى الوراء و الماضي الموغل في القدم إلى
حد التوحش و البدائية لأنّ الدين ينبغي أن يدفعنا إلى الأمام و إلا
انتفت دواعي وجوده.و تلك دعوة الرسل جميعا إنّما جاؤوا لتغيير شعوبهم و
الرقي بهم و دحض الظلم و الحيف و الإنانية.
عيد
الفلاّحة= في 1 دجنبر الأعجمي من كل
سنة يسلق البيض ليلا و يؤكل في بهجة التمام شمل العائلة
الحجّ=
ينظر إلى الحج و الحجاج نظرة إعلاء و تبجيل و تقديس و لا
يضاهى بهذا الطّقس طقس آخر و لذلك يحتفى به أيما احتفاء فقبل اذّهاب
إلى بيت الله الحرام يستعدّ لحاجّ لذلك و يجهّز ما يحتاجه من لباس و
غذاء . و يحتفى به قبل الّهاب بالغناء و قراءة القرآن و قد يقوم بعضهم
بحفل ختم للقرآن يجمع فيه المشايخ و العائلة و الأصحاب و الأحباب . و
عند توديعهم له يطلبون منه أن يدعو لهم و أن يقرأ فاتحة الكتاب عند قبر
النّبيّ محمد صلى الله عليه و سلّم و أن يذكرهم في كل خطوات الحجّ حتى
يبلغهم شيء من الثواب و يجيب الحاج أو الحاجّة بالدّعاء لهم أن تكون
العاقبة لهم في أن يكونوا مثله حجاجا في أقرب فرصة.
و عند العودة يحيط به أحبابه و أصحابه و يصحب إلى منزله من مدخل
البلدة جنوبا و سط الأعلام و أناشيد السلاميّة و التكبير و الزغاريد و
التّهليل و الصّلاة على النبي (يا عاشق النبي صلّيو عليه يا ما أحسن
الصلا ه على رسول الله).
و يعتكف الحاج بمنزله ثلاثة أيام يرتاح فيها و يستقبل الزوّار
الذين يقولون له زيارة مقبوله أو حج مبرور و ذنب مغفور . و يعطيهم
الهدايا من تمر سبح و عراقيات الحج و سجاجيد و أقمصة و حناء ولبّان و
غيرها . كما يذوّقهم قليلا من ماء زمزم الذي يأتي به خصّيصا للاعتقاد
في أنه مبارك و شفاء.
الحاج و السكير=
تسلم صورة السّكير الذي يريد
أهله أن يتوب و يقلع عن شرب الخمرة إلى أحد الحجاج القاصدين بيت الله
الحرام ليلقي بها عند السعي بين الصفا و المروة لتطأها الأقدام و
يعتقد أهل السكير أنه ينقطع عن شرب الخمرة بإذن الله تعالى.
Partager
|