المعتقدات الشّعبيّة
|
سكان منزل جميل
مسلمون و سنيون مالكيون أساسا و لئن تغيرت و اختلطت بعض المفاهيم و
نظراتهم إلى الدين و الحياة بفعل الاحتكاك بالآخر عبر الهجرة و
الوسائل الجديدة فإنّ معتقدات راسخة لا تزال متمكنة منهم بالرغم من أن
الكثير منها قد تزعزع عن عرشه
و يظهر ذلك في بعض القصص و السلوكات اليومية غير الإرادية أحيانا مما
يدل على رسوخها . و يتجلّى كلّ التّجلّي في أوقات العسر و الحرج أو
الانبساط و الرفاه ، و من ذلك الاعتقاد في :
أمّ الصّبيان:
هو البومة و هو طائر من
الكواسر الليلية يصدر صوتا يخافه الأهالي لأنهم يعتقدون أنه قادر
على الفتك بالرضع و ذلك بالبصق" في أفواههم . و لطرده و تجنب أذاه
يغلقون كل المنافذ و قد كان العجائز يعلقون غربالا أو قدرا نحاسيا
أسود على السطح إذا ما أصر الطائر على الحومان قرب منزل يأوي فيه رضيع
يخشى عليه من شره.و من المعتقدات الشائعة أنها تعاهد على عدم الإيذاء
و أنها لا تمد يدها في الأول و إذا ما نجح المعاهد في الاتفاق معها حين
يعاهدها على أن لا تعود مستقبلا فإنها لا تعود إلى ذلك الموضع أبدا .
المراه إلّي عرس بيها البحر:
إن أهالي منزل جميل الأصلاء يخافون البحر و يكرهونه و لا يشتغلون به
رغم قربه الشديد مثلما يفعل ذلك أخوالنا (=أهل منزل عبد الرحمان) بل
يعملون بفلاحة الأرض و لا أعلم سر ذلك و لا أزال أبحث غير أن الحال
تغير مع الجيل الجديد فهو يذهب إلى البحر إن لم يكن حبا فيه فللعمل أو
المتعة تقليدا و إرضاء للنزوات . و قد حكت لي أمي رحمها الله قصة
مفادها أن أمرأة كانت تذهب إلى البحر لغسل الجلود كما هي عادة الأهالي
عندما يتحسن الطقس في الربيع أو مدة أوسو و ذلك صحبة مجموعة من النساء
و الأطفال و بينما كن مشتغلات بالغسل والسباحة و المرح لاحظت النسوة
ارتفاع الماء تدريجيا فخفن و حملن أصرارهن و عدن أدراجهن إلى منازلهن
غيرأن هذه المرأة تخلفت عنهن فهاج البحر و امتد نحوها و ابتلعها بينما
هي تحاول الهرب و اللحاق بالنسوة اللاتي كن يشاهدن الواقعة عن بعد.
و يمنعون أطفالهم من الذهاب إليه و يعاقبونهم مثلما كانت أمهاتنا
يفعلن ذلك .
الكف إلي ياكل=
إذا هرشك الكف الأيمن فمعنى ذلك أنك ستصرف مالا و إن كانت
اليد التي تهرشك اليسرى فإنك ستقبضه لفائدتك .
إلقاء أسنان الحليب في عين الشمس=
و يلقى به الناس في اتجاه
الشمس قائلين " خوذ سنة الحمار و اعطيني سنة الغزال" و يرى البعض
أنّه بقية من عبادة الشمس قديما ؟.
المنفوس=
يدورون عليه بالبيضة(=بالعضمة)
أو بالملح لإزالة العين التي تظهر في العين بعد فقسها ثم يرمى بها و
أما الملح فيلقى به بعد إتمام العملية في النار أو خارج الدار قائلين
" لوحت النفس و ما لوحتش الملح ".
عتروس الحمام=
من الأساطير الشائعة قديما
أن عتروس الحمام يخرج بين بئري الحمام القديم و بئر جامع العلوي
الذين يتوسطهما الحمام و لا يبعدان عن بعضهما أكثر من مئة متر . و يقال
إنه كان يخرج و يتنقل بين البئرين . و لعل القصة اختلقت للتخويف من
الرجال الذين يمكن أن يعاكسوا النساء القاصدات الحمام القديم وهو خاص
بالنساء .
بير سعود=
كان نساء منزل جميل يغتسلن في المكان المعروف باسم
المغاسل تنطق عندنا المخاسل و يغتسلن بماء بحيرة بنزرت لإزالة صبغ
العفص اعتقادا منهن أنه يقوي الشعر و يزيده لمعانا . و بعد إزالة
العفص بالماء المالح يذهبن إلى بير سعود القريب و يغسلن رؤوسهن
بالطفل الموجود هناك في نفس المكان و يشللن من مائه المشهور بحلاوته
.
تبخير الدار=
يتبرك الأهالي بتبخير الدار في ليل يوم الخميس استقبالا
لليوم الموالي المبارك = يوم الجمعة .
ولي الجبانه=
كان يخرج في القيلولة
لطرد النساء المتخلفات أو اللواتي تسول لهن نفوسهن التسكع في مقبرة
المكان و يتمثل في صور متنوعة و خاصة صورة الثعبان .و كان يقول
للمرأة بلهجة صارمة " أيه قوم روّح "
الوزغة=
تكره المرأة الوزغة (=الوغواغة)
و تتشاءم منها لارتباط ذلك بأسطورة تقول إنها امرأة قرهمانة كانت تأتي
لابنتها بالرجال ليزنوا بها و لذلك مسخت عقابا لها .
القط الأسود=
يخاف منه أهل منزل جميل و
يتجنبون إيذاءه أو التعرض إليه لما يمكن أن يحدثه من ضرر بمن يفعل
به ذلك .
الاستسقاء
في
بير عين نجاح=
كان الأهالي يذهبون إلى عين نجاح مصحوبين بكل أطفال القرية في أعوام
الجفاف مرددين "يا لطيف يا لطيف يا ربي ترحمنا و تصب المطر يا ربي
ترحمنا و تصب المطر " و يقصدون تخوم غابة الرمال حيث بيرعين نجاح و مما
يرتبط به الاعتقاد في أنه عندما يظهر فكرون البير = سلحفاة عين نجاح
يعود الناس إلى البلدة مهللين بعد أن يذبحوا عاصي و يطبخوا الكسكسي و
يأكل الجميع منه تبركا و من العجيب أنني عندما كنت صغيرا لا نكون إلا
و قد نزل المطر و ابتلت ثيابنا و لعل الشيوخ كانوا يختارون اليوم الذي
يقصدون فيه العين تبعا للأحوال الجوية الملائمة لترسيخ الغادة و تثبيت
المعتقد في النفوس . و إن هذه الخرجة المليئة بالبهجة و الأذكار و
الإنشاد الديني العيساوية و ألوان البيارق والسناجق المتنوعة لبهجة
للعين و متعة فيها الحرية و البراءة في كنف الطبيعة الجميلة البكر حيث
الرمال و أشجار غابة الرمال و سعة المكان .
أمك طنقو=
في فترات الجفاف
كان الأطفال يحملون خرقا من اللباس في هيأة شخص و يدخلونها في عودين
أو قصبتين تتخذان شكل صليب و يطوفون على الديار مرددين:
أمك طنقـــــو يا لولاد غسلت جبتها في الــواد
قريّن فول قريّن فـــول إن شاء الله يصبح مبلول
وريقه حنّه وريقه حنّه إن شاء الله تدخل للجنّه.
و يستجيب المطروقة منازلهمن مشاركين بصبّ الماء على أمّك طنقو فيمطر
النّاس .
العين
الخمسه=
تعلق الخمسة لدرء العين و يتجنب النطق برقم خمسه مباشرة و إنما يقول
الأهالي عوضا عن الرقم خمسه عد ايدك = عد يدك و إن أخطأ الشخص و نطق
بالرقم خمسة فإنه يستدرك قائلا للطرف الآخر حاشاك" و إلا اعتبر قليل
حياء و يقصد الإذاية و لهذا يقول له و إن كان ذلك سرا أو بصوت خافت في
عينيك لأن هذا الرقم مرتبط بالعمى ولإذاية الطرف المقابل و إغاضته يشار
إليه بالأصابع الخمسة مفتوحة باتجاه عينيه أو في اتجاهه و إن كان ذلك
و هو ينصرف متراجعا ودون أنم يلتفت إليه.
و نقول لدفع العين خمسه و خميس يحضر محمد و يغيب بليس.
السينوج
يوضع السينوج أسود اللون في الجيوب أو الأشياء التي يخاف
عليها من العين.
الدرق=
يعلّق ضلف الهندي (=التين
الشوكي) لدفع العين.
السفيحة=
هي حدوة الحصان و توضع في باب الدار لدفع العين.
ذيل السمك الكبير=
يعلق في باب الدار لدفع العين.
الداد=
يعلق شك الداد في الدار لدفع
العين.
الفلفل الأحمر=
يعلق شك الفلفل
الأحمر في الدار لدفع العين.
القرون=
تعلق قرون الكباش أو الثيران تبركا بها و تفاخرا و
لدفع العين .
تحريك المقص =
في هيئة من يقص شيئا في الهواء أمر مستهجن قبيح لأن
أهالي منزل جميل يعتقدون أن ذلك يفرق بين الأحباب و يؤذن بقطع
العلاقات .
لسان
كبش العيد:
عندما يتأخّر الطفل الصغير في الكلام قليلا (=يفوت السنتين)تطلب الأمّ
من الجيران طرف لسان كبش كيد الأضحى ليصبح العدد كاملا أي سبعة ثمّ
تطبخها له ليأكلها فيصبح نطقه أسهل و أسلس فيقال هو ناطق
بسبعة لسانات .
الملوخية=
تطبخ في
المواسم ليكون العام أخضر و تفاؤلا بالمستقبل .
الخطيفة=
هو طائر الخطاف(=السنونو) لا يؤذى و هو يفرخ غالبا داخل البيوت و
عندما يقع أحد الفراخ أو يحصل في يد أحد الصّبيان يطلى رأسه بزيت
الزيتون و يطلب منه أن يسلم على قبر الرسول و يحمل رسائل كلامية تدل
على عمق التدين الشعبي .
الخبز=
لا يلقى به في وسط الطريق فهو الغذاء المقدس و إن وجد أحدهم
خبزا ملقى أخذه من الأرض و قبله ثم ألصقه بجبينه ثلاث مرات متتاليات
تعظيما له ثم يأخذه أو يبعده تحت الحائط.
صريف الأسنان=
1*/يعتقد أهالي منزل جميل أن مقبض مصراع باب الجامع الجبلي يشفي مَن
يشكو من صريف الأسنان و احتكاكها ببعضها أثناء النوم و لعلاج ذلك يعضّ
الطفل و غيره المقبض سبع مرّات و قد كنت أشكو من ذلك أثناء طفولتي و
أذكر أن والدتي رحمها الله كانت تأخذني معها إلى باب الجامع و تخفيني
بسفساريها و توجهني إلى ما أفعل و بالفعل كان الصريف يذهب عني فترة و
لكنه يعود فنعيد الكرة . إلى أن ذهب عني بتقدم العمر.
2*/ و من الأعمال التي يمارسها الآباء مع
أولادهم الذين يعانون من صريف الأسنان أيضا أن الأب يصحب ابنه إلى أحد
الجوامع ليكبه على وجهه فجأة لحظة السجود و في اعتقاد الناس أن ذلك
يشفي.
3*/يعتقد العامّة أن من يصاب بصريف الأسنان فإنّه" يأكل راس بوه" أي
هو نذير شؤم يوحي بقر أجل الأب و موته عاجلا أم آجلا.
بير العفو=
يتبرك أهالي المنطقة بمياه هذه البئر و يعتقدون
أنها تشفي الكثير من الأمراض و خاصة "مرض الكَلَبِ" عافانا و عافاكم
الله و يقال إنه من عضه كلب مسعور فليلجأ إلى زاوية سيدي المحجوب
ليشرب من ماء بئره مدة أسبوع و بعد هذا الأسبوع يشفى من عضة الكلب
بإذن الله تعالى .
ترميش الأعين =
يعتقد أهالي منزل جميل في أنّ ماء بئر سيدي
الذكواني يشفي من يشكو من ترميش العينين و يوالي الفتح و الإغلاق
بصفة لافتة للانتباه و تتم المعلجة برش الوجه ببعض الماء عددا من
المرات 7 أو 3 مرات ؟؟؟؟بشرط أن يفعل ذلك واحد من نسل سيدي الذّكواني
و إلاّ فلا يشفى .
نهيق الحمار=
عند سماع صوت الحمار و هو ينهق يقولون أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
لاعتقادهم نّ شيطانا مرّ و لأنّ أنكر الأصوات عندهم صوت الحمير.
صوت الدّيكة=
يتبرّكون بأصوات الدّيكة و يعتبرون صوتها أذانا و ذلك لأنّهم يوقتون
بها لأذان الفجر و لنتظام ذلك عندها.
مصحف القرآن=
يتبرّكون بختمة القرآن و يحلفون بها و يقدّسونها وزيّنون بها منازلهم
و يقولون الدّار التي لا توجد بها ختمة تدخلها الغولة.
و للبحث بقية |
|
|