المرحوم  الشيخ محمد بن الحاج حسين بن موسى الشريف الجميلي  المتوفى في  رمضان 1327هـ و ولد 1847 م . زاول تعليمه أولا  في الكتاب و حفظ القرآن الكريم حفظا جيدا و زاول تعليمه بالجامع الأعظم  و تحصل  على الإجازة في العلوم . و كان عالما و أديبا و فقيها  و نحويا و شاعرا  و كان من أبرز شيوخه و أساتذته الشيخ  الأكبر سيدي عمر بن الشيخ  المفتي المالكي . و كان شاهد عدل بالبلدة  و مشهورا في الجهة  من حيث تضلعه في العلم . و سمي إماما خطيبا  بالجامع  و كان على جانب  عظيم من الأخلاق العالية و الصبر  و العفو و التسامح . و أوذي  كثيرا و  لكنه كان يقابل  كل ذلك بالإحسان و الإعراض عن الجاهلين ، و الجاهلون لأهل العلم أعداء .

      و كان يقول الشعر . و قال  الشعر في الأمير  السيد محمد الهادي  باي عند توليه الملك . و كذلك قال  الشعر في السيد محمد الهادي الجيلاني  يهنئه بتوليته  عاملا  على بنزرت في ذي الحجة سنة 1327هـ . كما قال في مدرسه  الشيخ عمر بن الشيخ  شعرا لما مرض ...و كلك في الفطائري.

وقد كتب رسالة إلى شيخه يقول  فيها:

   اضغط هنا لقراءة نصّ الرسالة  

      و كذلك قام بنسخ كتاب دلائل الخيرات و منظومة أسماء الله الحسنى للشيخ أحمد دردير  و قصيدة البردة للشيخ البوصيري و غيرها و غيرها  الذي لم نعثر عليه إلى حد الآن  و كذلك لم نعثر على كتاباته في الوعظ و الإرشاد  .

         كما يقول الشعر . و ها هو يقول  في السيد محمد الهادي الجيلاني مهنئا على توليته  عاملا على مدينة بنزرت في ذي الحجة سنة 1327هـ

  قدمت قدوم الغيث للبلد القفر      فأنت به المصباح و الكوكب الدرّي
و أنت به سعد  السعود لقطرنا  تدور به الأفلاك في الأنجم الزهر
به انتعشت أرواحنا  بعد موتها      و من بعد ما كانت تلظى على الجمر
و أينعت الأغصان من بعد يبسها      و أصبحت الأزهار باسمة الثغر
و قد جاء في المرسوم طابع بدره         تباشرت السكان في سابع النحر
و صار الذي قد أوبقته نجائع     جفا أهله قد ما يحن  إلى الوكر
و من كان في عسر و خوف  مفتت    فبدل بعد الخوف بالأمن و اليسر

إلى أن يقول:

محمد الهادي الذي  شاع صيته      و نسبته الجيلاني  العاطر الذكر
تأصل في جرثومة عز فخرها       و أصل الفتى ما قد حواه من الفخر
تضلع من بحر المعارف و ارتوى    فمورده أحلى الرضاب من السكر

و يقول في آخر القصيدة :

فيا أيها الشهم الذي حل مربعا      حللت به رحبا على ساعة الخير 
بمقدمكم خف الموظف ثقله      على أمة الإسلام في سائر القطر
على ذاتكم  مني سلام ممسّك     بمسك سلام الرجوع بسورة القدر 
 مُحَمَّدُ بِنْ مُوسى يَوَدُّ قبولها      فقد صاغها في حالة السّقم و العذر
 أكتفي بهذا القدر  و إن شاء الله عندما تسنح الفرصة أزيده بحثا و عمقا و رحمه الله رحمة واسعة. و توفي رحمه الله سنة 1910.
عن دفتر جامع أبي صعنون (كذا؟) سن’ 1984 أعده و كتبه الشيخ محمد الغريبي
  Partager