تسميته
و يسمى أيضا بجامع باب القصر و جامع أبي
سحنون الذي يسمى حاليا بجامع بوصعنون و هو
الاسم الشعبي المشهور )(و
هو مسجد جامع= تقام فيه صلاة الجمعة) .
و أما عن سبب تسميته بجامع
بوصعنون أو أبو سحنون فيظهر أنها نسبة
إلى العالم أبي سحنون و من الأخبار التي
تبرز إعجاب أهل هذه المنطقة بالإمام سحنون
ما أورده أبو بكر عبد الله بن محمد
المالكي(ت ق 5 هـ) في كتاب رياض النفوس ج 1 ص 354
ط دار الغرب الإسلامي لبنان 1401هـ=1981م قوله : (
و ذكر سليمان بن سالم أنه أتى رجل من أهل
صطفورة إلى سحنون فسأله عن مسألة فأقام
يتردد إليه ثلاثة أيام ، فقال بعد ذلك:"مسألتي
أصلحك الله ،لي ثلاثة أيّام"، فقال له :" و ما
أصنع بك يا خليلي ؟ مسألتك نازلة و هي معضلة
و فيها أقاويل و أنا متحيّر في ذلك"،فقال له
الصطفوري"و أنت أصلحك الله لكل معضلة ". فقال له
سحنون :" هيهات يا ابن أخي ،ليس بقولك أبذل
لك لحمي و دمي للنار ، ما أكثر ما لا أعرف، إن
صبرت رجوت أن تنقلب بحاجتك و إن أردت أن تمضي إلى
غيري تجاب في ساعة واحدة ". فقال له :"إنما جئت
إليك و لا أستفتي غيرك"، فقال:"فاصبر عافاك الله"
، ثم أجابه بعد ذلك.) و ليس بغريب
أن يكون هذا الرجل من سكان منزل جميل أو أن يكون
اسم صطفورة كان يطلق عليها فيدفعه إعجابه
ذلك إلى أن يسمي الرباط الذي أصبح جامعا باسمه
.
تاريخه قال رشيد الذوادي هذه
بنزرت منشورات جمعية صيانة مدينة
بنزرت 1980 صص 113 /117
حسب الوثائق أطلق سكان بلدة منزل جميل
هذا الاسم على هذا الجامع المالكي
القديم جدا . و يثبت المؤرخ سليمان مصطفى
زبيس أن هذا الجامع هو جزء
من الرباط القديم
فالمسلمون
الأوائل في هذه البلدة بنوا رباطا
كبيرا في هذا المكان لحماية هذه
البلدة و الساحل الشمالي عامة . و نستنتج
هذا إذا نظرنا إلى (الصومعة ) فعادة
الصومعة تتجه إلى الجهات الأربع ، بينما
نجدها و حتى إلى هذا الوقت تتجه إلى
جهات البحر فحسب:(رأس الزبيب ، و منزل
عبد الرحمان، و سيدي علي المكي و الماتلين
و صونين الخ).
فجامع (بوصعنون
هو أقدم مسجد في هذه البلدة و قد كان
رباطا و حول هذا الرباط عدة أحياء
منها : (القوازين) و سكنته عائلات من اليمن
كعائلات القيزاني ، ( الزريبة) و (المريقب) و هو
تصغير :(المرقب) و المرقب هو "الرباط.".
فجامع بوصعنون ) يحتل الناحية العلوية
من الرباط و حوله كانت هناك أحياء
سكنية , و في وسطه كانت هناك غرف لسكنى
المرابطين و في الناحية السفلية (النفق) الذي هو
باب الرباط.
أما تاريخه
فيرجع إلى العهد الأغلبي ) القرن 3هـ(9م) و
وقعت فيه تحويرات كثيرة عبر عصور
التاريخ و بقي منه إلى الآن الطابق
العلوي المعد للصلاة و المئذنة
التي أشرنا إليها و (المزولة) التي هي من
عمل ( عثمان) و تاريخها 1218هـ-1803 م .
و أشار عبد
القادر المعزي أن حسونة النفاتي وجد
في أحد الرسوم ما يلي :
" الحمد لله إن المحبس أحمد سعود
قد حبس و أبد على أبنائه الدار الكائنة بباب
القصر ذات البابين ( الباب الغربي و الباب
القبلي) و
الطاحونة الكائنة أمام الباب القبلي ؛
التي هي الآن على حال خراب . و كتب في عام 1079هـ
تسعة و سبعين و ألف "
و في نفس الرسم تعرض المحبس
إلى أنه بعد انقراض الذرية ترجع
الدار و الطاحونة إلى (مسجد بوصعنون ) . إذن
فمن هذه الوثيقة يتبين أن هناك
تحويرات أدخلت على هذا الجامع و
يتضح حتى من السقف نفسه ، فالسقف
القديم الملاصق للمحراب بني
بالتربيعات ، و الجديد منه بعضه بني
منذ 300 سنة و بعضه حديث .
أما
أعمدة هذا الجامع فليست على
نمط واحد و جلبت من موقع أثري قريب يمكن أن
يكون (أوتيكا) ، و عبد القادر المعزي يذكر أن
بعضها مجلوب من ( الجبيلة) و قام بهذا العمل
المرحوم أحمد عريفة في القرن السابع للهجرة . اهـحسب رشيد الذواديو قد كان منارة للعلم
و مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم . عن
رشيد الذوادي هذه بنزرت ص 41
و أمّا عن إضاءته فقد كان يضاء بالقناديل
الزيتية في سيدي رمضان هذه القناديل التي كانت
تعلق بالصومعة
قبل دخول الكهرباء إلى منزل جميل بداية
من 1926 ليقع الإعلان عن موعد الإفطار حسبما
ذكر لي ذلك الشيخ محمود بن دولات رحمه الله