المناضل علي المعاوي
(1920ـ2013)

      ولد علي بن أحمد بن محمّد بن عبد الله بن يوسف بن سعيد المعاوي بمنزل جميل من ولاية بنزرت يوم 25جويلية1920 و كان لنظرات الزعيم الحبيب بورقيبة ذي العينين الزرقاوين الثّاقبتين و للكلمات  التي سمعها منه مباشرة  في جانفي 1934 في زاوية سيدي عبد القادر في اجتماع ضمّ خيرة مناضلي بنزرت و منزل جميل ألا و هي "هو الرّسول كان يجتمع مع أصحابو في المسجد و يتحدّث معاهم في شؤون الدين و الدّنيا و يقرّر فيها الغزوات" و قد أقرّ المناضل علي المعاوي في كتابه"ذكريات و خواطر منشورات المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية  سلسلة مذكرات  منوبة 2007 حين قال في ص 19 "... قد أودع في وجداني حبّ الوطن و روح النّضال إلى الأبد منذ أن حدقني بتلك النظرة الثّاقبة؛ و هذا ما أعتزّ به  و أسجّل اعترافي به للزّعيم الحبيب بورقيبة" .و في جويلة 1936 انخرط في الشبيبة الدستورية و تشبّع بالمعاني الوطنيّة من أناشيدها و ممارستها للانضباط و دعوتها إلى الفعل.كما كان لما ذكره له الزّعيم الحبيب بورقيبة حين مرق بين الصّفوف يوم 27 سبتمبر 1936 للتّسليم بكل جرأة و اندفاع أيّما أثر في دفعه إلى ساحة العمل الحزبي الطّموح .فقد قال له بورقيبة حينئذ"صحّيت ..هكة نحبّك تطلع غول الأغوال.."...و قد التحق بالجامع الأعظم للدّراسة في أكتوبر1937. و في يوم الإثنين 11 أفريل 1938 كوّن شعبة دستورية سرّيّة بالموازاة مع الشّعبة الأصليّة بمنزل جميل لتلافي الخلاف مع الهيئة الموجودة لاختلاف الرؤية النّضاليّة بين القدامى أصحاب القول و الجدد الشبّان أصحاب الفعل المتناغمين مع الرّؤية الجديدة للحزب. انقطع عن الدّراسة في شهر أكتوبر 1942 و رجع إلى مسقط رأسه ليتفرّغ كلّيّا إلى العمل الحزبيّ. و اعتقل فور دخول جيوش الحلفاء في شهر ماي  1943 إلى العاصمة تونس و استمرّ اعتقاله إلى موفّى شهر ديسمبر1943.و في أواخر 1945 انتخب كاتبا عاما للجامعة الدّستورية ببنزرت.و بعدما حضر الجلسة التّأسيسيّة للاتّحاد العام التّونسي للشّغل في 20جانفي 1946 بالمكتبة الخلدونيّ بتوجيه من الحزب،انتخب أوّل كاتب عام للاتّحاد الجهوي للشّغل ببنزرت يوم 9فيفري1946في اجتماع عام بدار الشّامخيّة أشرف عليه الزّعيم فرحات حشّاد.
       أصدر في 28سبتمبر1948 جريدة الرّقيب الأسبوعيّة التي لم تستمرّ في الصّدور إلاّ إلى حدود أواخر سنة 1949 حين أوقفتها السّلط الاستعماريّة و حكمت على مديرها بالسّجن مدّة 6 أشهر و بربع مليون فرنك خطيّة.
      انتخب عضوا بالمجلس الملّي للحزب في مؤتمر دار سليم يوم 17 أكتوبر 1948 و عُيّن عضوا بلجنة الدّعاية  العليا للحزب الذي أوفده إلى  السّاحل الشّمالي حيث عقد سلسلة من الاجتماعات العامّة . و قضى 6 أشهر بالسّجن سنة 1950 في قضايا تهمّ جريدة الرقيب .و حين خرج انبرى يعدّ العدّة مع إخوانه لخوض معركة التّحرير فقبض عليه في شهر فيفري 1952 و بقي في السّجن إلى نهاية 1953.لكن ألقي عليه القبض مرّة أخرى في جوان 1954 إثر اغتيال "جندرميّ" بنهج  حمام الرميمي بضاحية باب سويقة و سجن في محتشد تطاوين إلى ديسمبر1954.
    عيّنه الحزب  عضوا بالجامعة الدّستوريّة لتونس و الأحواز و أوكل إليه مهمة العناية بشؤون  المساجين و المهاجرين و الثّوّار بعد سجنه و انتخب كاتبا عاما للشعبة الدّستوريّة بسوق الجملة للخضر و الغلال بتونس..و في شهر أفريل 1955 عيّن كاتبا عامّا لمنظمة التضامن القومي التي أنشأها الحزب لمعالجة ظاهرة الخصاصة و المجاعة المنتشرة بالبلاد فكان مقرها بنهج قرمطّو.
      و كان للمآخذ التي لاحظها المناضل علي المعاوي و للرؤية الوجوديّة التي يختلف فيها مع بورقيبة و لتوجّه العروبي الذي تبنّاه مع الزعيم صالح بن يوسف أثر في إيثاره مناصرة هذا الأخير  الذي أعلن أنّ اتفاقيات (3 جوان1955) مع فرنسا خطوة إلى الوراء.و لأصبح الاختلاف بينه و بين بورقيبة أقرب إلى العداء الشّخصيّ  و لنه في الحقيقة اختلاف في الرؤية بعد أن بدأ المناضل علي المعاوي الجريء يتخلّص من عقدة التبعية للأب الروحي و يتمرّد على نواميس لم تعد تتماشى مع قناعاته الوجودية و الُقافية بل و حتّى الحزبية فهو لا يني يردّد أنّه مخلص لمبادئ الحزب و لكنّ هذه المبادئ وقع خرقها من قبل الزّعيم و مقرّبيه.
        و بالرّغم من أنّه لم يكن ضالعا مباشرة في المحاولة الانقلابية(سمّاها محاوة التّغيير 1963 [كذا] ص 729) لسنة 1962 ضدّ بورقيبة  و التي أوقف بسببها من ديسمبر 1962 إلى سبتمبر1963 فإنّه لا يخفي تعاطفه فهو يقول في هذا الصّدد:"ما دوّنته هنا في موضوع محاولة التّغيير1963 هو غيض من فيض؛فهو لا يتعدّى حجم المساحة الضّيّقة التي تتّصل بدوري الشخصيّ المحدود جدّا في أطوارها الغريبة و الخطيرة التي لم أعرف منها إلاّ النّزر القليل لعدم اطّلاعي و عدم اتّصالي بالجماعة المعنيين الذين لم أكن أتصوّر حجمهم و مكانتهم في المجتمع و مستوياتهم،فقد كانوا حقّا يمثّلون الشّعب التّونسيّ كلّه بجميع شرائحه و جهاته و انتماءاته و مكوّناته و أجياله،أي أنّهم كانوا تعبيراصادقا عن إرادة شعب كلَّ و سئم من القهر ، و قرّر أن ينتفض في وجه المسخ و الذّوبان و التّغريب  ليسترجع دوره و يذود عن مجده؛و كان لا يفصل بينه و بين بلوغ مأربه سوى بضعة أيّام لو اختزلت من أيّام التّردّدن و لو حصرت  سؤوليّة التّنفيذ  في قلّة قليلة منهم لا تشوبها الشّوائب و لا تثير الشّكوك؛عملا بقوله :"استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان"ما دام البلاء موكل بالمنطق؛و لكن القدر قد اختار التّأجيل لحكمة لا يعلمها إلاّ الله/ و عسى أن تكرهوا شيئا".
  تمّ توسيمه :
1-بالصّنف الرابع من وسام الجمهورية يوم 1 جوان 1978
2-بوسام الاستقلال يوم 20 مارس 1987
و في يوم 29 جانفي 1997 عيّن عضوا بالمجلس الاستشاري للمناضلين و المقاومين
و في سنة2007 أصدر المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية التابع لجامعة منّوبة مذكّرات المناضل علي المعاوي:

                             
 " ذكريات و خواطر"
ضمن منشوراته  في سلسلة مذكّرات سنة 2007 في 799 صفحة.
                                     
      
و قد أهداني نسخة من المذكّرات مشكورا   و هي تعدّ مصدرا للمعلومات عن منزل جميل في فترة الاستعمار الفرنسيّ خاصة و للنضال و الحركة الوطنية التّونسية و الفترة الاستعمارية و بدايات بناء الدّولة التّونسية عموما .

                   
  كلمة مباشرة أتوجّه بها إلى المناضل علي المعاوي عبر موقعي 
  
سيّدي و أبي المناضل الفاضل علي المعاوي .
   شكرا لك على الهديّة الثّمينة و متّعك الله بالصّحّة و العافية و طول العمر.

                                                          
ابنك و صديقك الأستاذ محمّد الهادي الكعبوري .

                     
  شكر مجدد على المولود الجديد     ابنك و صديقك الأستاذ محمد الهادي الكعبوري
      
                    
انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الأربعاء 3 أفريل 2013 على السّاعة الخامسة صباحا رحمه الله رحمة واسعة .

  محاولة بيبليوغرافية عن المناضل علي المعاوي و مؤلفاته :(بصدد الإعداد)
1-الكتب=
* العربية:

ع/ر عنوان الكتاب دار الطبع مكانه تاريخه عدد الصفحات
1 ذكريات و خواطر المطبعة الرسمية للجمهورية التونسية
منشورات المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية سلسلة مذكرات
منوبة(تونس) 2007 800
2 رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه = = 2010 162

*الفرنسية:

Nombre de Pages Date Lieu Titre
       

2- مقدّمات كتب :

ع/ر عنوان الكتاب كاتبه دار النشر و الطبع مكانه تاريخه ملاحظات
             

3-المقالات:
* بالعربيّة :

ع/ر عنوان المقال الصحيفة أو المجلّة المكان التّاريخ ملاحظات
           
4-الصحف:
أصدر في 28 سبتمبر 1948 جريدة "الرقيب"الأسبوعية إلى أواخر 1949.و توجد أغلب الأعداد بالأرشيف الوطني التونسي.
* بالفرنسيّة :

Nombre de Pages Date Lieu °N Revue Titre del'article
           

4-محاضرات ضمن ملتقيات=

ع/ر عنوان المحاضرة الملتقى التاريخ
       

5-الرّسائل:
  
ما نشر عنه:

 1- كتب
* بالعربيّة:

عنوان الكتاب مؤلفه دار الطبع مكانه تاريخه عدد الصّفحات
           

2-محاضرات عنه :

عنوان المحاضرة المتدخّل مكانها تاريخها

 ندوة فكرية  حول كتاب  " ذكريات و خواطر" لعلي المعاوي حول  محتوى الكتاب  والبعد التاريخي  فيه.

الأستاذ مصطفى بوحجة بدار الثقافة ابن رشد بمنزل عبد الرحمان  السبت  27 فيفري  2010على الساعة الرابعة إلا الربع
       

3 - مقالات صحفيّة:
* بالعربيّة: 
 

ع/ر عنوان المقالة الصّحفيّة الصفحة الصحيفة التّاريخ المشارك أو الباحث
1 اجتماع فرع الدستور بمنزل جميل

4

النهضة السبت 3أكتوبر1936 عبد القادر النوي؟
2 في المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية:حديث عن كتاب "ذكريات و خواطر" للمناضل علي المعاوي

5

الصباح الجمعة 2 نوفمبر2007 الصحفية سعيدة بوهلال
3 في ندوة فكرية بمنزل عبد الرحمان:إضاءات على كتاب"ذكريات و خواطر"  
الشروق 3 مارس2010 الصحفية إيمان عبد الستار

* بالفرنسيّة :

date Journal Auteur Titre de l'article No
Lundi 20 Mars 2006

le Renouveau

M.Bouamoud

Ali Maawi:" J'ai vécu les deux indépendances

1
         
         
         

 الملتقيات و المهرجانات المخصصة له :
  Partager

ناس مروا
الأمير بوكلير موسكاو
الشيخ بن موسى
الفيلسوف محجوب بن ميلاد
المناضل علي المعاوي
المناضل محجوب بن علي
المناضل الحبيب طليبة
الدكتور عبد الله صوله
الأستاذ المنجي الشملي
الشّاعر محجوب العياري
الشاعر نجيب بن علي

الصفحة السابقة

طبع الصفحة

الصفحة الرئيسية | صور | غابة الرمال | الفضاء | التاريخ | من أنا؟ | عائلتي | عائلات منزل جميل | المعالم الدينية | أمثال و أقوال | المنظمات و الجمعيات | المؤسسات | الثقافة و الفنون | ناس مروا | المتحف | راسلونا

Copyright 2012©2015 leplacartuel.com