الموضوع:

    شاركت في مسابقة فطلب منك أن تسرد قصّة خياليّة عدت فيها عبر الزّمن إلى عهد الفراعنة في مصر حيث حضرت مشهد إهداء إحدى الصّبايا قربانا لنهر النّيل حتّى يفيض وينجو النّاس من الجفاف. فاستأت لذلك وقمت بمغامرة لإنقاذ الفتاة من الموت.

   اسرد القصّة الّتي شاركت في أحداثها مضمّنا عملك كلّ خصائص النصّ السّردي.

 التّحرير:

    نظّم "نادي القصّة" بمعهدنا مسابقة موضوعها تخيّل قصّة طريفة يعود فيها السّارد إلى عهد الفراعنة في مصر لينقل مشهد إهداء إحدى الصّبايا قربانا لنهر النّيل حتّى يفيض وينجو النّاس من الجفاف. وهذه هي القصّة الّتي شاركت بها وقد فازت في المسابقة بالجائزة الأولى.

   " تمادت شهور القحط والجفاف فغدت الأرض عطشى تفتقد إلى قطرات ماء. شحّت السّماء واصفرّت. يبست الأشجار. واستغاثت الطّيور طالبة قطرة ماء. استجار النّاس بالحاكم ليوفّر لهم الماء،،، الحياة،،، فلا قطرة ماء،،، استجاروا بالسّماء ينتظرون غيثا، ماء، قطرة ماء، ولكن، ولا قطرة ماء... النّيل العظيم، هبة مصر جفّ فلا ماء، ولا ريّ، ولا حياة... كيف السّبيل إلى الحياة؟ من أين للنيل بالماء والسّماء لا تجود بالخير والعطاء؟
   استشار الحاكم الآلهة فكان أن أمرتهم بتقديم القرابين. فالنّيل متعطّش للدّماء. ولن يجود بقطرة ماء قبل أن يقدّم القربان المناسب.
   في مهرجان ضخم حضره كلّ من دبّ على الأرض وهبّ اجتمعت صبايا القرية الجميلات. وانتخبت منهنّ عروس النّيل لهذه السّنة. كانت أجملهنّ وجها، وأطولهنّ شعرا، وأرشقهنّ قامة، وأهيفهنّ قدّا. هكذا كانت عاداتهم في استرضاء النّيل ليمنح من عطائه ما ينقذ الأرض والكائنات.
   كنت ممّن حضر هذا الحفل البهيج. وقد حزّ في نفسي ما ألاحظ وأرى. فقرّرت العزم على إنقاذ الضحيّة البريئة من براثن الجهل والخرافة. ولكن كيف وقد أحاطت بها الجواري يهيّئنها لتزفّ إلى النّيل؟ كنّ في غاية من السّعادة طاعة عمياء لآلهة صنعتها مخيّلتهم السّاذجة...
   تساءلت: كيف يمكن أن تفسّر الظّواهر الطّبيعيّة تفسيرا غيْبِيًّا غبيّا؟ كيف يمكن أن يساعد قتل الرّوح البشريّة على جعل السّماء أو النّيل يجود ويمنح؟
   كانت مخيّلتي تبحث عن أسهل الطّرق وأيسرها حتّى لا أقع في شرك أولئك الذين يتصوّرون أنّ ما سأنجزه تجاوز للمقدّسات وتعدّ على حرمة الآلهة...
   كانت الفتاة قد توّجت بباقات من الشّوك. ولبست ثوبا قد رصّع بالنّجوم واللآلئ. وتحلّت بأثقال لا وزن لها من الجواهر والذّهب. فهم يعتقدون أنّه كلّما تكامل حسنها، تحقّق الغرض سريعا ألا وهو رضا الآلهة ورحمتها لبني البشر. وكان من عاداتهم أنّ الفتاة الأضحية ينبغي أن تسير حافية القدمين في دروب وعرة حتّى تدرك النّيل العظيم حيث تلقى هناك حشدا آخر بساعدها على تقديم ذاتها قربانا. وإن رضيت الآلهة فسينزل المطر.
   سارت الفتاة في خطى ثابتة، حافية القدمين، على بساط  فرش من الرّمل النّاعم لأنّ المعتقد يقول بأنّ الأضحية يجب أن تمرّ من دروب وعرة ولكن سالمة غير ملوّثة بالدّماء.
   كانت تسير مشيّعة بأصوات الزّمر والطّبل وهتاف الفتيات يبلّغنها وصايا للآلهة: قولي لها إنّا نحبّك ونطيعك... قولي لها أن تمنحنا الخصب... قولي لها أن تمنحنا الجمال والشّباب والخلود... قولي... قولي...

   كانت تسير متّجهة إلى الأمام دون أن تلتفت يمنة أو يسرة، وكأنّ قوى خفيّة قد امتلكت وجدانها وروحها وباتت تدفعها دفعا إلى مصيرها... أيّ إيمان هذا الّذي يدفعها إلى الإلقاء بنفسها إلى الموت؟ أيّ إيمان هذا الّذي يدفع بأهلها للتّفريط فيها بهذا الشّكل البشع؟
   دوّامة من الأفكار جعلتني أتقصّى خطاها دون أن أشعر. وقد حاولت أن أتسلّل خفية عن أنظار المراقبين. فالطّريق ينبغي أن يكون خاليا لها وحدها حتّى تدرك الشّقّ الآخر من النّهر قرب مقام ربّة النّيل كما يتصوّرون. كانت أنظار الجميع متّجهة إلى السّماء منتظرة قطرات الغيث، قطرات رحمة الآلهة واستجابتها لندائهم ورضاها عن قربانهم.
   تتّبعت خطى الفتاة دون أن تشعر وأنا أسير حذرا بين الأشجار تارة، وخلف الصّخور تارة أخرى. ولمّا أدركت الفتاة منتصف الطّريق تقريبا أصابها الإعياء. فإذا هي تجلس إلى ظلّ شجرة تسترجع أنفاسها، أو لعلّها تفكّر في نهايتها. في تلك الآونة بالذّات تراءى لي أنّ بعض قطرات النّدى قد لامست جسمي. بل هي قطرات مطر. نعم... فقد أصبحت القطرات وابلا غزيرا يمطر الأرض ويجرف كلّ شيء... سبحان الّله!... أيّ صدفة عجيبة هذه؟...
    عندها رأيت عروس النّيل قد نهضت كالظّبية ترقص وترقص وتغنّي وتغتسل من مياه الأمطار العذبة. كانت في غاية من الفرح. عندها انتهزت الفرصة واقتربت منها وقلت: " هيّا، هيّا، إنّها فرصتك للنّجاة بنفسك من الموت."
    نظرت لي في تعجّب ثمّ قالت: " من أنت؟ ومن أرسلك إليّ؟ وكيف أدركت أنّني لا أحبّ الموت وأنّني أرقص فرحا..." قلت وقد ارتسمت على وجهي ابتسامة عريضة: " أنا المنقذ أرسلني إليك النّيل العظيم. ليقول لك ولقومك: كفّوا عمّا تعتقدون فأنا لا أطلب جثثا بل أطلب عملا وسعيا." قالت وقد لاحت عليها الدّهشة والاستغراب: " كيف ذلك؟ "
    قلت: " أنتم تحتاجون إلى سدود تشيّدونها تدّخرون فيها هذه الثروة الّتي تنزلها السّماء في كلّ شتاء. وأنتم تحتاجون إلى حفر آبار عميقة في الأرض لاستخراج المياه الجوفيّة. وأنتم تحتاجون إلى إقامة الفسقيّات والمواجل الّتي تحفظ المياه الزّائدة عن الحاجة لتستغلّ في مواسم الجفاف. هل فهمتم لم يطلب النّيل سعيا وعملا لا جثثا؟...
    قالت: " نعم... نعم... إذن ما الحلّ والجمع بانتظاري لأزفّ إلى النّيل العظيم؟ "
    قلت في حماس: " لا عليك. اتبعيني فقط. " ثمّ نظرت إلى يدي وأشرت إلى خاتم في خنصري وقلت: " هنا الحلّ..." ثمّ لمست الخاتم فإذا هو مارد عظيم ينتصب أمامنا يقول: " شبّيك لبّيك... أنا خادم الخاتم بين يديك اطلب أستجب... "
   فقلت في حزم: " خذني أنا وهذه الفتاة بعيدا عن هذه البلاد... "
   فبسط كفّيه لنمتطيها، ثمّ انطلق محلّقا في الفضاء.
   بينما أنا كذلك أسبح بين الأجواء صحبة عروس النّيل بين يدي خادم الخاتم العجيب كانت يد ناعمة تحاول أن توقظني وهي تقول: " هيّا... انهضي... كفى كسلا. إنّ ميعاد المدرسة قد حان. "

 

7 8 9
فروض و تدريبات
مساعدة بيداغوجية
توزيعية سنوية
توزيعية البرنامج السنوي 7 أساسي 1

توزيعية البرنامج السنوي 8 أساسي 5

توزيعية البرنامج السنوي 9 أساسي 3
توزيعية البرنامج السنوي 9 أساسي 6
التراسل
السرد القصصي
الإضافة
نموذج جذاذة شرح نص
المحفوظات
رواية قصة
بطاقات متابعة
نموذج جذاذة إصلاح فرض إنشاء
سيناريو درس في التدريب على الإنشاء الحجج1
سيناريو درس في التدريب على الإنشاء الحجج2
أعمال المطالعة

الصفحة السابقة

طبع الصفحة

الصفحة الرئيسية | صور | غابة الرمال | الفضاء | التاريخ | من أنا؟ | عائلتي | عائلات منزل جميل | المعالم الدينية | أمثال و أقوال | المنظمات و الجمعيات | المؤسسات | الثقافة و الفنون | ناس مروا | المتحف | راسلونا

Copyright 2012©2018 leplacartuel.com